قال: وقال لي حذيفة: [إنَّما هي أربعة] (?) عيناك، ولسانُك، وبطنك، وفَرْجك (?)، فانظر إلى عينيك أن تنظرَ بهما إلى ما لا يحلُّ لك، وانظر إلى لسانك أن تتحدَّثَ به شيئًا يعلم اللهُ خلافَه، وانظر إلى بطنك أن تضعَ فيه ما لا يحلُّ لك، وانظر إلى فَرْجك أن تأتي به ما نهاك اللهُ عنه.
و[في رواية: إنما هي ستَّة، وذكر قلبَه وهواه وقال: ] (?): انظر إلى قلبك أن يكون فيه غِلٌّ للمسلمين، وانظر إلى هواك لا تميلُ به إلى ما يكون سببًا لهلاكك، فإذا لم يكن فيك هذه الخِصال، وإلَّا فاجعل الرَّمادَ على رأسك، فقد شقيت.
وقال: إياكم وهدايا الفجَّار والسفهاء؛ فإنكم إن قبلتموها، ظنُّوا أنكم قد رضيتم بفعلهم.
و[روى ابن باكُويه الشيرازيُّ عن حذيفةَ] قال: ركبت البحر، فانكسر بنا المركب، فبقيت أنا وامرأةٌ على لوحٍ بين الأمواج (?) سبعةَ أيام، فقالت المرأة: قد عطشت، غسل اللهَ أن يسقينا. [قال] فدعوت الله، فإذا بسلسلةٍ قد نزلت من السماءِ وفيها كوزٌ معلَّق [فشربنا] (?) ماءً أبردَ من الثلج وأحلى من العسل، فرفعتُ رأسي انظر إلى السلسلة، فإذا برجلٍ جالس في الهواء متربِّعًا؟ قلت: مَن أنت؟ قال: من الإنس، قلت: فما الَّذي بلَّغك هذه المنزلة؟ فقال: آثرتُ مرادَ اللهِ على هواي، فأجلسني في الهواء.
وقال بِشرٌ الحافي: كتب حذيفةُ إلى يوسفَ بنِ أسباط: أما بعد: فإنِّي أخاف أن تكونَ محاسنُنا أضرَّ علينا يومَ القيامة من مساوئنا.
وتوفِّي حذيفةُ في هذه السَّنة، وجالس سفيانَ الثوريَّ وغيرَه، واشتغل بالعبادة عن الرواية، رحمةُ اللهِ عليه.