أسند عن الثوريِّ، والأوزاعيِّ، والأعمشِ، ومالك بنِ أنس، ومقاتلِ بن سليمانَ، ومحمد بن إسحاقَ صاحب "المغازي"، وابنِ عُيينة، والفضيلِ بن عياض، وشعبة، وابن جُرَيج، وابن أبي العَروبة، وغيرهم].
ابن عبد الرحمن الداخل الأُموي، والي الأندلس، وكنيتُه أبو العاص.
بويع له يومَ مات أبوه هشامٌ في صفرٍ سنةَ ثمانين ومئة وعُمرُه اثنتان وعشرون سنة [وكانت وفاته في ذي الحِجَّة، فأقام واليًا سبعًا وعشرين سنة] (?) وشهرًا وأيامًا، ولقَّب نفسَه بالمُرتَضى، وأمُّه أُمُّ ولد اسمها زُخرف، وكان له يومَ مات اثنتانِ وخمسون سنة، وقيل: تسعٌ وأربعون سنة (?)، والرجوعُ في ذلك إلى مولده.
وكان شجاعًا فاتكًا [وكان قد] (?) ربط ألفَ فرس على باب قصرِه، عليها عشرةٌ من العُرفاء، تحت يد كلِّ عَرِيفٍ مئةُ فرس، فإذا أثار عليه خارجيٌّ في طرفٍ من الأطراف عاجله قبل استحكامِ أمره، فلا يشعر حتَّى يُحيطَ به.
[وذكره عليُّ بن أحمدَ بن حَزْمٍ في "تاريخ الأندلس" وقال: ] (?) كان الحَكَمُ من المجاهرين بالمعاصي، السفَّاكين للدماء، وله آثارٌ قبيحة، كان إذا بلغه عن حَدَثٍ مشهورٍ بالجمال في مملكته أرسل إليه فأخذه من بين أهلِه، وخصاه وجعله في قصره.
قال: ويقال له: الرَّبَضي؛ لأنَّه أوقع بأهل الرَّبَضِ الوقعةَ المشهورة، وكانت الربض محلَّةً كبيرة متصلةً بقصره، فهدمها وقتل أهلَها وأحرق مساجدَها، وصلب من أهلها خَلْقًا كثيرًا، وكان قد بلغه أنَّهم عزموا على الإِيقاع به في قصره [لفساده] ففرَّقهم تفرُّقَ أيدي سَبَا [فسمِّي الحكم الرَّبَضي].