ثم إنَّ اللهَ بعد هذه الوقعةِ امتحنه بأمراضٍ صعبة باطنةٍ وظاهرة، من البواسير ووجعِ القلب والكَبِدِ ونَتْن الأطراف، وطالت به أربعةَ أعوام، فندم على ما بدا منه، وأخذ في قراءة القرآن والذِّكر، فبعضُهم [كان] يرجو له خيرًا [وبعضُهم كان يَحكم عليه بالنار، لما فعل واستحلَّ من الفروج والدِّماء].
وكان له قاضٍ يقال له: سعيد بن بشير، كان عادلًا منصفًا، وكان الحَكَم في الميدان يومًا يلعب بالصَّوالجة، فجاءه الخبرُ أن جابرَ بن لبيدٍ يحاصر جَيَّان، فركب في [ألف فرسٍ من] الخيل التي أعدَّها [على باب قصرِه، ] فلم يشعر به جابر إلَّا وقد غشيه، فهرب.
والحَكَمُ له أشعار، منها: [من الطويل]
وما زلتُ للعِلَّات بالسيف راقعًا (?) ... وقدمًا لَأَمتُ الشِّعْب مُذْ كُنْتُ يافعا
فسائلْ ثُغوري هل بها اليومَ ثَغْرةٌ ... أُبادرُها مُسْتَنْضيَ السيفِ دارعا
ولمَّا تَساقَينا سِجال حروبِنا (?) ... سقيتُهمُ سُمًّا من الموت ناقعا
ولما مات قام بعده ولده عبد الرحمن [بن الحكم بن هشام].
أبو عليٍّ البصري، ويلقَّب بقُطْرب -النَّحوي- لقَّبه سيبويه؛ سمِّي بذلك لمباكرته إياه (?).
نزل بغدادَ، وأقرأ بها العربيةَ والنحو، وكان مُوَثَّقًا فيما يرويه، وهو صاحب "المُثلَّث".
ابنِ زاذي بن ثابت، أبو خالدٍ الواسطي، مولى بني سُليم.