واسمه عَمرو بن عثمانَ بن قنبر (?)، أبو بِشر البَصْرِيّ.
وكانت أمُّه ترقِّصه وهو صغير وتقول: سيب وَيْه، ومعناه: يَا رائحةَ التفاح (?)، وكان طيِّب الرائحة. وقيل: سمّي بذلك لأنَّ وَجْنَتَيه كانتا كأنَّهما تفاحتان.
وهو مولى بني الحارث بنِ كعب، وقيل: لآل الربيعِ بن زياد الحارثيّ.
وكان يصحب المحدّثين والفقهاء ويطلب الآثارَ في أوَّل زمانه، وكان يستملي على حمَّاد بن سلمة، فلحن في حرف، فعابه حماد، فأَنِف ولزم الخليلَ بن أَحْمد.
وكان من أهل فارسَ من البيضاء.
وقال نَصر بن عليّ: برز من أصحاب الخليلِ أربعة: سيبويه، والنَّضر بن شُمَيل، وعليُّ بن نصر، والمؤرِّج السَّدوسي.
وقال ابنُ عائشة: كنَّا نجلس مع سيبويه في المسجد، وكان شابًّا جميلًا نظيفًا، قد تعلق من كلِّ علم بسبب، وضرب في كلِّ أدب بسهم، مع حداثة سِنِّه، وبراعتِه في النحو وغيرِه، فتذاكرنا حديثَ قتادة، فذكر حديثًا غريبًا وقال: لم يروه إلَّا سعيدُ بن أبي العَروبة -بألفٍ ولام- قيل له: ما هذا؟ فقال: مَن قال: عَروبة، فقد أخطأ, لأنَّ العَروبة يومُ الجمعة. قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونُس، فقال: لله درّه فلقد أصاب.
وقال السِّيرافي (?): أخذ سيبويه اللغاتِ عن أبي الخطَّاب الأخفشِ وغيره، وعمل كتابَه الذي لم يَسبقه أحدٌ إلى مثله ولا يلحق به مَن بعده، وكان كتابُه لشهرته عند النُّحاة عَلَمًا، فكان يقال بالبصرة: قرأ فلانٌ الكتاب، فيُعلم أنَّه كتاب سيبويه. وكان المبرِّد إذا أراد مريدٌ أن يقرأَ عليه كتابَ سيبويه يقول له: هل ركبتَ البحر؟ تعظيمًا له واستصعابًا لما فيه.