وقال أبو عبد الله المرزُباني: اجتمع أربعون نَفْسًا حتَّى عملوا كتابَ سيبويه، هو أحدُهم، وهو أصولُ الخليل بن أحمدَ ونُكَته، وإنَّ سيبويه ادَّعاه لنفسه.
ولمَّا قدم بغدادَ ناظر الكسائيَّ وأصحابه، فلم يظهرْ عليهم، فسأل: مَن يرغب من الملوك في النَّحو؟ فقيل: طلحةُ بن طاهر، فشخص إلى خراسان، فلما انتهى إلى ساوةَ مرض مرضَ الموت، فتمثَّل: [من المتقارب]
يؤمِّل دنيا لتبقى له ... فمات المؤمِّل قبل الأمَلْ
حَثيثًا يروِّي أصولَ الفَسيل ... فعاش [الفَسيل] ومات الرَّجُل
وتوفي بساوةَ وعمره اثنتان وثلاثون سنة رحمه اللهُ تعالى.
أخو سفيانَ الثَّوري، من الطَّبقة السادسةِ من أهل الكوفة، وتوفِّي بها، وكانت عنده أحاديث، وكُنْيته أبو عبد الرَّحْمَن.
ولد بالكوفة وسكن بغداد، وذهب بصرُه، فكتب إلى أخيه سفيانَ يشكو ذهابَ بصره، فكتب إليه سفيان: وقفتُ على كتابك، وإذا فيه شكايةُ ربِّك، فاذكر الموتَ يَهُن عليك ذلك، والسَّلام.
حدَّث عن أخيه سفيانَ وطبقته، وروى عنه الحسنُ بن عَرَفة وغيرُه، وكان ثِقَة.
وحكى عن الشَّعبي أنَّه قال: المودَّة بين كرام الناسِ مثلُ الكوز من الفضَّة، بطيءُ الانكسار سريعُ الانجبار، ومَثَلُ المودَّة بين لئام الناسِ مثلُ الكوز من الفخَّار، سريعُ الانكسار بطيءُ الانجبار (?).
ابن معاويةَ بن هشامِ بن عبد الملكِ بن مروان. واسم أمِّه حَوراء (?)، بربرية.
وَلِي سنة اثنتين وسبعين ومئةٍ عند وفاة أَبيه، وقام بالأندلس واليًا سبعَ سنين