وفيها ولَّى هارونُ جعفرَ بن يحيى خراسان وسِجِسْتان، فولَّى عليها جعفرٌ محمَّد (?) بن الحسن بن قَحْطَبة، ثم عزل جعفرًا عنها وولَّى عليها عيسى بنَ جعفر، فكانت ولاية جعفرِ بن يحيى عليها عشرين ليلة.
وفيها توفّي
ابن أبي أَوفى (?) بن عوف، أبو العلاء التَّنوخي.
ولد سنة ستِّين من الهجرة، وكان يكتب بالأَقلام المختلفة، واستكتبه السفَّاح، فكان يَحُلُّ التراجم التي تَرِد عليه. ورأى جماعةً من الصَّحَابَة، ودعا له أنسُ بن مالك، فخرج من أولاده الفقهاءُ والقضاة والرؤساء والصُّلحاء والكتَّاب والزهَّاد. وعاش مئةً وعشرين سنة.
أبو إسحاقَ الجُعفيُّ الكُوفيّ القاضي، ويعرف بالأحمر.
ولَّاه هارون قضاءَ واسط، فقدم إليه هُشيمُ (?) بن بشير المحدِّثُ ومعه خصم له، فتعدَّى هُشيمٌ على الخصم ولَطَمه، فقال سلمة: يا هُشيم أَتظلم خصمَك في مجلس الحكم؟ ! ثم ضرب هُشيمًا (3) عشر دِرَر، فعزَّ ذلك على مشيخة واسط، فحجُّوا ولقُوا هارونَ في الطَّواف، وقالوا: لسنا نطعُن في سلمة، إلَّا أنَّه ضرب شيخنا بالدِّرَّة، وسألوه عزلَه عنهم، فعزله، فقدم بغدادَ فأَقام بها حتَّى مات.
وقال المعافَى بن زكريا: لما عُزل شريك عن القضاء، ركب يومًا ببغداد، فتعلَّق به رجلٌ فقال: يَا أَبا عبدِ الله، لي عندك ثلاثُ مئةِ درهم، قال: من أين؟ قال: ثمنُ هذا