فيها غزا الصائفة عبدُ الرَّزّاق بن عبد الحميد التغلبي.
وولَّى هارون مصرَ إسحاقَ بن سليمان بن عليّ، وعزل عنها جعفر بن يحيى، وعزل حمزة بن مالك عن خراسان وولاها الفضلَ بن يحيى مع سجستان والري.
وهبَّت ريحٌ شديدةٌ، وجاءت ظلمة عظيمةٌ فيها حمرة، وذلك ليلةَ الأحد لأربع بقين من المحرم، ثم عادت ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا منه، ثم عادتْ لليلة خَلَتْ من صفر (?).
وتحرَّكت الخوارجُ على هارون بالجزيرة.
وحجَّ هارونُ بالنَّاس.
ابن أبي شريك، أبو عبد الله القاضي النخَعيّ، من الطبقةِ السادسة من أهل الكوفة.
قال: كنت أضربُ اللبنَ بالكوفة، وأشتري دفاترَ أكتب فيها العلم.
وقال: أُكرِهتُ على القضاء، فقال له بعض أصحابه: أفأُكرِهت على أخذ الرِّزق.
وحجَّت الخيزران وهو على الكوفة، فخرجَ يتلقَّاها، فأبطأت عليه، فأقامَ بمكان يقال له شاهي، ويبسَ خبزُه، فجعل يبلُّه بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال: [من الوافر]
فإن كان الذي قد قلت (?) حقًّا ... بأنْ قد أكرهوكَ على القضاءِ
فما لك مُوْضِعًا في كلِّ يومٍ ... تلقَّى من يحجُّ من النِّساءِ
مقيمًا في قرى شاهي ثلاثًا ... بلا زادٍ سوى كِسَرٍ وماء
ولما ولي شريكٌ القضاءَ أُكرِهَ على ذلك، وأُقْعِدَ معه جماعة من الشُّرَط، ثم طابَ الشيخ من نفسه فقعد وحدَه، وبلغَ سفيان الثَّوريّ، فجاءَ فتراءى (?) له، فلمَّا رآه قام له