بأخسّ مَن على بابي، فقال لجعفر بن يحيى: ولِّ مصر أحقر من على بابي وأخسّ، فنظر، فإذا عمر بن مِهْران كاتب الخيزران، وكان مشوَّه الخلقة، يلبس ثيابًا خسيسة، ويركبُ بغلًا ويردفُ غلامه خلفه، فقال: أتولَّى مصرَ على أن يكون إذني إذا صلحت البلاد، فقيل له: نعم، فسار، فدخلَها، وخلفَه غلامٌ على بغل الثقل (?)، فقصدُوا دار موسى بن عيسى، فجلسَ في أُخرياتِ النَّاس، فلمَّا تقوَّضَ المجلسُ قال له موسى: ألكَ حاجة؟ فرمى إليه بالكتاب. قال: لعن الله فرعون حيثُ قال: أليسَ لي ملك مصر، ثم سلم إليه مصر، فمهَّدهَا ورجعَ إلى بغداد وهو على حاله.
وفيها عزل الرشيدُ الغطريفَ بن عطاء عن خُراسان، وولَّاها حمزة بن مالك بن الهيثم الخزاعيّ، وكان حمزةُ يلقَّب بالعروس (?).
وفيها عقدَ الرشيدُ لابنه عبد الله المأمون العقدَ بعد أخيه الأمين، وولَّاه المشرق، وكتب بينهما كتابًا، وعلَّقه في الكعبة (?).
وحج بالناسِ سليمان بن المنصور، وحجَّت في هذه السنة زُبيدة، وأمرت ببناءِ المصانع والبرك.
فصل وفيها توفِّي
ابنِ عليّ بنِ عبد الله بن عباس.
وليَ دمشق وفلسطين ومصر للمهدي، والجزيرةَ للهادي، وكان من وجوهِ بني العباس، وكان جوادًا ممدحًا، وفدَ عليه عبَّاد بن عبَّاد الخوَّاص، فقال له: عظني، فقال: إنَّ أعمال الأحياءِ تُعْرَضُ على أقاربهم من الموتى، فانظرْ ماذا يعرضُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عملك، فبكَى إبراهيمُ حتَّى سالت دموعُه على لحيته (?).