إبراهيم بن علي

ابن سَلمة بن عامر بن هَرْمة، أبو إسحاق الفهريّ الشَّاعر.

كان الأصمعيّ يقول: خُتِمَ الشعرُ بابن هَرْمة، هو آخر الحُجَج.

وقدم رجلٌ من أهل الشَّام المدينة، قال: فأتيتُ منزل ابن هَرْمة، فإذا ببنيةٍ له صغيرة تلعبُ بالطين، فقلت لها: ما فعل أبوك؟ قالت: وقد إلى بعض الأجواد، فما لنا به علم منذ زمن. قال: فقلت: أنا ضيفُك فانحري لي ناقةً، قالت: والله ما عندنا ناقة. قلت: فشاة، قالت: لا والله ما عندنا شاة. قلت: فدجاجة، قالت: والله ولا دجاجة. قلت: فبيضة، قالت: والله ولا بيضة. قلت: فباطل ما قال أبوك: [من المنسرح]

كم ناقة قد وجأتُ منحرَها ... بمُستَهل الشؤبوب أو جَمَلِ

قالت: فذاك الفِعال من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليسَ عندنا شيء (?)

صالح بن بشر القارئ

أبو بشر، من الطَّبقة الخامسة من أهل البصرة.

قال عبد الرَّحْمَن بن مهدي: كنت إذا ذكرتُ صالحًا المُزي لسفيان الثَّوريّ يقول: القَصص القصص، كأنَه يكرهه، وكانت إذا كانت له حاجةٌ بكَّر فيها، فبكَّر يومًا وبكَّرتُ معه، فجعلتُ طريقنا على مسجد صالح، فقلتْ يَا أَبا عبد الله، ندخلُ فنصلِّي في هذا المسجد، فدخلنَا فصلَّينَا، وكان يوم مجلس صالح، فلمَّا صلَّوا ازدحم النَّاس، فبقينا لا نقدرُ أن نقوم، وتكلَّم صالح، فبكَّى سفيان بكاءً شديدًا، فلما فرغَ وقام قلت له: يَا أَبا عبد الله، كيف رأيتَ هذا الرَّجل؟ فقال: ليس هذا بقاصّ، هذا نذير قوم.

وقال عفان بن مسلم: كنَّا نأتي مجلسَ صالح وهو يقصّ، وكان إذا أخذ في قَصصه كأنَّه رجلٌ مذعورٌ من كثرة حزنه وبكائه، يفزعكَ أمرُه، كأنَّه ثكلى، وكان شديدَ الخوف من الله تعالى، كثيرَ البكاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015