للفضلِ يومُ الطَّالقانِ وقبلَهُ ... يومٌ أناخَ به على خاقانِ

ما مثلُ يومَيه اللذينِ تواليا ... في غرزتين تواليا سيَّانِ (?)

سدَّ الثغورَ وسدَّ (?) ألفة هاشمٍ ... بعد الشَّتاتِ فشَعْبُها مُتدانِ

عصمَتْ حكومتُه جماعةَ هاشمٍ ... من أن يجرَّدَ بينها سيفانِ

تلكَ الحكومةُ لا التي من أجلها ... عظُم المِرَا وتفرَّق الحكمانِ

فأعطاه الفضل مئة ألفِ درهم.

ولما قُدِم بيحيى من الديلَم قال له عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن: يَا عمّ، أخبرني خبرَك، فقال: يَا ابن أخي، والله إنْ كنتُ إلَّا كما قال حُيي بن أخطب: [من الطَّويل]

لعمرُك ما لامَ ابنُ أخطبَ نفسَهُ ... ولكنَه من يخذُلِ الله يُخذَلِ

يجاهدُ حتَّى أبلغَ النفسَ عذرَها ... وقلقلَ يبغي العزَّ كلَّ مُقَلقلِ

ثم إن الرشيد غضب على يحيى بن عبد الله وقيَّدَه وكبَّله بالحديد بعد الإيمانِ والمواثيق.

وفيها هاجت الفتنة بالشَّام بين النزاريَّة واليمانية، ورأسُ النزارية أبو الهيذام، وكان عاملُ الرشيد على الشَّام موسى بن عيسى، وقُتِل من الفريقين جماعةٌ كثيرة، فولَّى الرشيدُ موسى بن يحيى بن خالد، فسار إليها في القوَّاد والعساكر فأصلحَ بينهم، وأقدَمهم بغداد، فردَّ الرشيد الحكم فيهم إلى يحيى بن خالد، فعفا عنهم، فقال إسحاق بن حسان الخُريمي (?) من أبيات: [من الكامل]

فلكل ثغرٍ حارسٌ من قلبهِ ... وشعاعُ طَرْفٍ ما يُفَتَّرُ سامي

حتَّى تَنَخْنَخَ ضاربًا بجِرَانِه ... ورَسَتْ مَراسيهِ بدارِ سلامِي

وفيها عزلَ الرشيدُ موسى بن عيسى عن مصر، وولَّاها جعفر بن يحيى بن خالد.

وسببُه أنَّ الرشيد بلغه أن موسى بن عيسى يريد أن يخلعه، فقال: والله لا عزلتُه إلَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015