وكان له من الولد سبعةُ ذكورٍ وابنتان: جعفر، وهو الذي رشَّحه للخلافة، والعباس، وعبدُ الله، وإسحاق، وإسماعيل، وسليمان، وموسى، ولد بعد وفاةِ الهادي أعمى، وكلُّهم لأمَّهات أولاد، وأمُّ عيسى، كانت عند المأمون، وأمُّ العباس، واسمُها فاطمة، تزوَّجها إسماعيلُ بن موسى.

ووزر له الربيع، ثم إبراهيمُ الحرَّاني، وحجبه الفضلُ بن الربيع، وكان على قضائه أبو يوسف، وعلى شرطته عبدُ الله بن مالكِ الخُزاعي.

معاويةُ بن عُبيد الله (?)

ابن يسارِ الأشعري. وزيرُ المهدي، من أهل طَبَرِية، وقيل: من أهل دمشق. ولَّاه هشامُ بن عبد الملك صدقاتِ عُذْرة، وكان رجلًا صالحًا عابدًا، وكان المهدي يعظِّمه ولا يخالفه، إلى أن أَبعده عنه، وأقام معزولًا في داره يتعبَّد، وقال لمَّا عزله المهدي -وقيل: ابنه-: [من البسيط]

لله دهرٌ أضعنا فيه أنفُسَنا ... بالجهل لو أنَّه لَمَّا مضى عادا (?)

أفسدتُ دِيني بإِصلاحي خلافتَهمْ ... وإن (?) إصلاحَها للدِّين إفسادا

ما قرَّبوا أحدًا إلا ونيَّتهمْ ... أن يُعقِبوا قُربَه بالغَدر إبعادا

وروى الدَّارَقطنيُّ (?) أنه أَبلى ثلاثَ مصلَّياتٍ وشرع في الرابع موضعَ الرُّكبتين والوجهِ واليدين لكثرة صلاته، وكان له في كلِّ يومِ كُرُّ دقيقِ يتصدَّق به (?)، فغلا السِّعر، فقال له مولاه: ألا نُنقص منه، فقال: اجعله كُرَّين، فكان له بعد ذلك كلَّ يومِ كرَّان يخبز فيتصدَّق بهما على المساكين، ولمَّا مات امتلأت جسورُ بغداد، فلم يَعْبُر عليها إلا مَن تبع جنازتَه من مواليه واليتامى والأراملِ والمساكين، وصلَّى عليه عليُّ بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015