المهدي، ودُفن بمقابر قريشٍ وله سبعون سَنَة.

أَسند عن عاصم بنِ رجاء بن حَيوة، وعن الزُّهري وغيرِهما، وحكى عن المنصور والمَهدي، وقدم مع المهديِّ إلى الشام وطَبَرِستان، رحمه الله تعالى.

يزيدُ بن حاتِم الأَزديُّ الطائي

والي إِفريقية، كان شُجاعًا جوَادًا ممدَّحًا. قال: كنت يومًا واقفًا بباب المنصورِ أنا ويزيدُ بن أسيد السُّلَمي، إذ فُتح بابُ القصر وخرج خادمٌ لأبي جعفر، فنظر إلينا ثم انصرف، فدخل وأخرج رأسَه وقال: [من الطويل]

لَشتَّانَ ما بين اليزيدَين في النَّدى ... يزيدُ سُليمٍ والأغرِّ بن حاتمِ

فلا يحسب التَّمتامُ أني هجوتُه ... ولكنني فضَّلت أهلَ المكارم

فقال له يزيدُ بن أسيد: نعم نعم، على رغم أَنفك وأنفِ مَن أرسلك، فرجع الخادمُ وأبلغها أبا جعفر، فضحك حتى استلقى (?).

وهذا الشِّعر لربيعةَ بنِ ثابت الرَّقِّي يمدح يزيدَ بن حاتمٍ ويهجو يزيدَ بن أسيد، ومنه:

يزيدُ سُليمٍ سالمُ المال والفتى ... فتى الأَزدِ للأموال غير مسالمِ (?)

فهمُّ الفتى الأزديِّ إتلافُ ماله ... وهمُّ الفتى القيسيِّ جمعُ الدراهم

وهمُّ الفتى القيسيِّ دُفٌّ ولعبة ... وهمُّ الفتى الأَزْدي ضربُ الجماجم

وفي يزيدَ بن حاتمٍ قال محمدُ بن عبدِ الله بن مسلم -ويقال له: [ابنُ] (?) المولى، زعموا أنه مولى [بني] عَمرو (?) بنِ عوفٍ الأنصاريين (?) -: [من الكامل]

وإذا تُباع كريمةٌ أو تُشترَى ... فسواك بائعُها وأنت المشتري

وإذا توعَّرت المسالكُ لم يكن ... منها السبيلُ إلى نَداك بأَوعرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015