أنت، وشرُّ الناس وهو أنا. فقال الحسن: لا أنا خيرُ الناس، ولا أنت شرُّ الناس. ما أعددتَ لهذه الحفرة؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله. فقال: نِعم العُدَّة، خُذوها من غير فقيه] (?).
ومن شعره:
إن تُنصفونا يا آل مروانَ نقتربْ ... إليكمْ وإلَّا فأْذنوا بِبِعادِ
ولولا بنو مروانَ كان ابنُ يوسفٍ ... كما كان عبدًا من عبيد إيادِ (?)
وقيل: هي لمالك بن الرَّيب (?).
وقال الفرزدق:
إذا ما الدَّهْرُ جرَّ على أُناسٍ ... كَلَاكلَهُ (?) أناخَ بآخرينا
فقُل للشامتين بنا أَفِيقوا ... سيَلْقَى الشامتونَ كما لَقِينا
[حديث دارة الجُلْجُل (?)
روى ابنُ الكلبيّ عن أبيه، عن الفرزدق قال: مُطرنا في بعض السنين، فخرجتُ إلى ظاهر البصرة على بغلة، فأبعدتُ، وإذا بنسوة في غدير ماء إلى حلوقهنّ مستنقعاتٍ، فقلتُ: سبحان الله! ما أشبه هذا اليوم بدارة جُلْجُل. فنادَتْني واحدٌ منهن: يا صاحبَ البغلة، حدِّثْنا عن دارة جُلْجُل. فقلت: نعم، كان امرؤ القيس بن حُجْر الكِنْدي يَهْوَى عُنيزة بنتَ عمِّه، فخرجَ يومًا في طلبها على ناقة، فوجدها مع أترابٍ لها في غدير يقال له: دارة جُلْجُل وهنَّ في الغدير إلى حلوقهنَّ مثل ما أنتنَّ. فأخذَ ثيابَهنّ وقال: لا أعطيكنّ منها شيئًا حتَّى تخرجَ كلُّ واحدة منكنَّ مجرَّدة، فتأخذ ثيابَها.