ابن الحَدَثان، البَصريّ، أبو سعيد، أحد بني نَصْر بن معاوية.
من الطَّبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، وركب الخيل في الجاهلية، وكان قديمًا، ولكنه تأخّر إسلامُه، ومات سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة إحدى وتسعين.
وكان عريفَ قومه في زمن عمر بن الخطاب، وشهد خُطبة عمر بالجابية، وفتوح القدْس معه، قال: دخلت القدس، فجعل عمر الصَّخرةَ خلف ظهره وقال: هذه قبلة اليهود, فقال له عبد الله بن سَلَام: فخالِفْهم، فخالفَهم.
وقال ابن عبد البر: روى عن العشرة المبشَّرين، والعباس بن عبد المطَّلب.
وعاش أربعًا وتسعين سنة. وروى عنه عكرمة بن خالد، ومحمَّد بن جُبَير بن مُطْعِم، والزّهري، وأبو الزُّبير، ومحمَّد بن المُنْكَدِر وغيرهم (?).
[قال علماء السير: ] وفيها فتح قُتيبة بن مسلم خُوارزم وسَمَرْقَنْد، وسُكَّانها [يقال لهم: ] الصُّغْد، وبنى بها مسجدًا، وخطب بنفسه، وأخذ من أهلها عن رؤوسهم ستة آلاف أَلْف وثلاثين ألفًا، ووجد في سمرقند جارية من ولد يَزْدَجِرد، فبعث بها إلى الحجاج، فأرسل بها إلى الوليد بن عبد الملك، فأولدها يزيد بنَ الوليد.
ذكر تلخيص القصة:
كان ملك خُوارزم قد غلب عليه أخوه خُرَّزاذ، واستولى على الممالك، وكان إذا بلغه أن عند أحد من أصحاب أخيه جارية أو دابة أو متاعًا، أو كان لبعض أصحاب الملك خُوارزم شاه أخت أو ابنة جميلة أرسل خُرَّزاذ فأخذها غَصْبًا، فخاف أخوه منه، فكتب إلى قُتيبة يدعوه إلى بلاده، وشرط عليه أن يُسلم إليه أخاه خُرَّزاذ، وكُلّ عدوّ له، يرى فيه رأيَه، ولم يُطلع أحدًا على مُكاتبته قتيبة، فأجابه قتيبة إلى ما سأل، وجاء زمان