ثم حملَ على القوم وهو يقول:

فَرَّت سَلامانُ وفَرَّتِ النَّمِرْ ... وقد نُلاقَى معهُم ولا نفرّ

فقال له أخوه عُروة: قد أُخِذَتْ دارُ فلان ودارُ فلان، فقال:

[اصْبِرْ] عصامُ إنَّه شِرْ باقْ (?) ... قد سنَّ أصحابُك ضرب الأعناقْ

وقامت الحربُ بنا على ساقْ (?)

فقال عروة: فغاظني (?)، فقلتْ والله لئن يأخذوك ليُقطِّعُنَّك إرْبًا إرْبًا. فقال:

ولست أبالي حين أُقتلُ مسلمًا (?)

فبكى عروة (?).

وكان يحملُ ويقول:

الموتُ أكرمُ من إعطاء مَنْقَصةٍ ... من لا يَمُتْ عَبْطَةً فالغايةُ الهَرَمُ

و[قال أبو اليقظان: كان] الحجاج يحرِّضُ أهلَ الشام ويقول: اللهَ اللهَ في طاعة خليفتكم. وابنُ الزبير يهزُمُهم.

وقال شيخٌ من أهل حمص شهدَ وقعة ابن الزُّبير مع أهل الشام: رأيتُه يومَ الثلاثاء وقد دخلَ عليه من الباب الَّذي لأهل حمص خمسُ مئة رجل وهو يخرج في إثرنا ونحن منهزمون؛ ما أنسى منه أرجوزة:

إني إذا أعرفُ يومي أَصْبِرْ ... إذْ بعضُهم يعرفُ ثم يُنكِرْ

قال: وأنا أُعَوِّذُه بالله ممَّا أرى من شجاعته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015