وقال له الحارث الملقَّب بالقُباع: ألا آخُذُ لك أمانًا من الحجَّاج؟ فقال: ويحك يا ابن آكلة حمام مكة! إليَّ تقول هذا؟ ! واللهِ إنَّ موتًا في عزٍّ خيرٌ من حياة في ذُلٍّ (?).
وجاءه عُمارة بنُ عَمرو بن حَزْم، فقال له: لو ركبتَ رَوَاحِلَك ونزلتَ برمل الجزل (?) فقال: ما فعلت القتلى بالحَرَم؟ والله لئن كنتُ أُوردُ بهم (?) ثم أصدرُ فِرارًا عنهم لبئس الشيخُ أنا في الإسلام (?).
[قال ابن سعد: وقال المدائني: ] (?) وخاف الحجَّاج أن يهربَ ابنُ الزبير، فقال لأصحابه: ما عُذْرُنا عند خليفتنا إنْ هربَ الليلةَ. وبلغ ابنَ الزبير فضحك وقال: ظنَّ الملعون بي ظَنَّه بنفسه، إنه فرَّار هو وأبوه في المواطن. يشير إلى يوم الرَّبَذَة (?).
[قال المدائني]: وقاتل مع ابن الزبير أربعون امرأة منهن مريم بنتُ طلحة [أخذَتْ سيفًا و] قاتلَتْ بين يديه (?).
[قال ابن عساكر: ] وقالت له امرأته: ألا أخرجُ فأُقاتل معك؛ فأنشد:
كُتِبَ القَتْلُ والقتالُ علينا ... [وعلى المُحْصَنات جَرُّ الذُّيولِ] (?)
[قال هشام: ] ولما كان يومُ الثلاثاء قال لأصحابه: ما أُراني اليومَ إلا مقتولًا، رأيتُ في ليلتي هذه كأنَّ السماءَ فُرِجَتْ لي فدخلتُها، واللهِ إني قد مَلَكْتُ الحياة، ولقد جاوزتُ سِنَّ أبي، هذه اثنتانِ وسبعون سنة. اللهمَّ إنِّي أُحِبُّ لقاءك، فأَحِبَّ لقائي (?).