وحَجَّ بالناس الحَجَّاج، وأقامَ على إحرامه، وكذا طارقٌ؛ لم يقربا النساء، ولم يصل إلى البيت منهما أحد، ولم يقربا الطِّيب، وكانا يلبسانِ السلاحَ ويقاتلان، فلم يزالا على إحرامهما حتَّى قُتل ابنُ الزبير، فحلَّا من إحرامهما، ونحرا جزائر، ولم يقف ابنُ الزُّبير بعرفة، ونَحرَ بمكةَ بُدْنًا.

وأقام الحصار عليه من أوَّل شعبان، وكان الحجَّاج وطارق نازلين ببئر ميمون والحَجُون، وما بينهما (?).

وفيها توفِّي

عَبيدة بنُ قيس السَّلْماني

من مُراد [وقيل: عَبِيدة بن عَمرو]، وكنيتُه أبو مسلم، [وقيل: أبو عمر]. وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة.

[قال ابن سعد: ] (?) أسلم قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ولم يلقَه، وهاجرَ في أيام عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، وكان عريفَ قومِه، وشهد مع عليٍّ - عليه السلام - النَّهْرَوان.

ودعا عند موته بكتبه (?)، فمحاها وقال: أخشى أن يَلِيَها أحدٌ بعدي، فيضعوها في غير مواضعها.

[قال الواقدي: ] ولما أفتى عليٌّ - عليه السلام - ببيع أمَّهات الأولاد؛ قام عَبِيدة، فقال: يا أمير المؤمنين، ما كنتَ تَرى بيعَهنَّ على عهد أبي بكر وعمر، فكيف رأيتَه بعدهما؟ ! فقال: رأيٌ رأيتُه بعدهما. فقال عبيدة: رأيُك مع الجماعة أحبُّ إلينا من رأيك وحدَك (?).

وكان عَبِيدة من أصحاب ابنِ مسعود الذين يقربون منه ويُفتون عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015