إنَّ الخلافة فيكُمُ لا فيهمُ ... لا زِلْتُمُ أركانَها وثِمالها

أمسَوْا على الخيرات قُفْلًا مُقْفَلًا ... فانْهَضْ بيُمْنِكَ فافتَتِحْ أقفالها

فضحكَ عبد الملك وقال: صدقتَ، إنَّ أبا خُبَيب لَقُفلٌ مُوثَق على كل خير، ولن أتأخَّر عن مناجزته إن شاء الله تعالى (?).

وكان عبدُ الملك (?) لما فرغ من المصعب وقفلَ إلى الشام قال: مَنْ لابن الزُّبير، وندبَ الناس إلى قتاله، فلم يُجِبْه أحد، فقام إليه الحجاج فقال: يا أمير المؤمنين، أنا له، ابْعَثْني إليه، فقد رأيتُ في منامي كأنِّي أخذتُه، فسلختُه. فبعثَه إليه (?)، وكتبَ معه كتابَ أمانٍ لأصحاب ابن الزُّبير.

[فقال ابن سعد (?) بإسناده عن عبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير قال: بعث عبد الملك الحَجَّاجَ لما قُتل مصعب إلى مكة لقتال ابن الزبير] فخرج في ألفين من أهل الشام في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين، فلم يعرض للمدينة، وسلك طريق العراق، فنزلَ الطائف، وكان يبعثُ البُعوث إلى عرفةَ في الحِلّ، ويبعثُ ابنُ الزبير بعثًا فيقتتلون، وفي [كلِّ] ذلك تُهزم خيلُ ابنِ الزُّبير، وترجعُ خيلُ الحجَّاج بالظَّفَر، ثم كتبَ الحجَّاجُ إلى عبد الملك يستأذنُه في دخول الحَرَم، ويعرِّفُه أنَّ شوكةَ ابنِ الزُّبير قد ضعُفَتْ، وتفرَّقَ عنه عامَّةُ أصحابِه. فكتب عبد الملك إلى طارق بن عَمرو وهو بوادي القُرى أنْ يلحقَ بالحجَّاج.

وكان قُدومُ الحَجَّاج الطائف في شعبان سنة اثنتين وسبعين، فلما دخل ذو القَعْدة؛ خرج الحَجَّاج من الطائف، فنزل بئر ميمون، وقدم عليه طارق لهلال ذي الحجَّة، فحَصَرَ ابنَ الزُّبير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015