وكان يوازي شُريحًا في علم القضاء، وكان شُريح إذا أشكلَ عليه أمرٌ سألَ عنه عَبيدةَ لعلمه وفضله.
وأوصى (?) عَبِيدة السَّلْماني أن يُصلِّيَ عليه الأسود بن يزيد، فقال الأسود: اعْجَلُوا به قبلَ أنْ يجيءَ الكذَّاب. يعني المختار. فصلَّى عليه قبل غروب الشمس، فإنْ صحَّ ذلك فقد تقدَّم موتُه على هذه السنة (?).
أسند عَبِيدة عن عُمر، وعليّ، وابنِ مسعود، وابن الزُّبير، وغيرِهم.
وروى عنه الشَّعبيّ، والنَّخَعي، وابنُ سِيرين، وغيرُهم.
فيها استفحلَ أمر أبي فُدَيْك الخارجي بالبحرَين (?) حتَّى صار في عشرة آلاف، وعاث في نواحي البصرة والأهواز، فجهَّز إليه عبدُ الملك عُمرَ بن عُبيد الله بن معمر، وندبَ معه من الكوفة عشرةَ آلاف، وخرج معه من البصرة عشرة آلاف، بعد أن أعطاهم أرزاقَهم، وسار إلى البحرين، وجعل أهلَ الكوفة على الميمنة، وعليهم محمد بن موسى بن طلحة، وجعل أهل البصرة على الميسرة، وعليهم ابنُ أخيه عُمر (?) بن موسى بن عُبيد الله، ووقف عمر في القلب، والرَّجَّالة بالرِّماح بين أيديهم، وحمل أبو فُدَيك في أصحابه حملةَ رجلٍ واحد، فهَزَموا أهلَ الكوفة، وثبت أهل البصرة، وجُرح عُمر بن موسى بن عُبيد الله، فلما رأى أهلُ الكوفة أهلَ البصرة لم ينهزموا؛ رجعوا (?)،