ونَسِيتَ عِرْسَكَ إذْ تُقادُ (?) سَبِيَّةً ... تُبكي العيونَ بِرَنَّةٍ وعَويلِ (?)
وفيها خرج أبو فُدَيك الخارجي -وهو من بني قيس بن ثعلبة-[فغلبَ] على البحرين، وقتلَ نجدةَ بنَ عامر الحنفيّ، فبعث خالدٌ أخاه أميَّةَ بنَ عبد الله إلى أبي فُدَيك في جيش كثيف، فهزمه أبو فُدَيك، وأخذَ جاريةً كانت له، فاتَّخَذَها لنفسه، وعادَ أميَّةُ على فرسٍ مهزومًا، فدخل البصرة في ثلاثة أيام (?).
وفيها بعثَ عبدُ الملك بنُ مروان الحجَّاجَ بنَ يوسف الثقفيَّ إلى مكة لقتال عبد الله بن الزُّبير - رضي الله عنه -.
قال ابنُ حَبِيب: دخلَ أعشى بني ربيعة -واسمه عبدُ الله، وقيل: صالح بن خارجة بن حَبِيب بن قيس الشَّيباني الذُّهلي- على عبد الملك وهو يُرَدِّد (?) في محاربةِ ابن الزُّبير ولا يجدُّ، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك مُتَلَوِّمًا، يُنهضُك العزم، ويُقعدُك الحزم (?)، وتَهُمُّ بالإقدام، ثم تجنح (?) إلى الإحجام، امْضِ لرأيك، وتَوَجَّهْ إلى عدوِّك، فَجَدُّك مُقبل، وجَدُّه مُدبر، وأصحابُه له ماقِتُون، ونحن لك مُحِبُّون، وكلمتُهم متفرِّقة، وكلمتُنا مجتمعة، وواللهِ ما نُؤْتى من ضعف جَنَان، ولا من قلة أعوان، ولا يُثَبِّطُك عنه ناصح، ولا يُحرِّضُك عليه غاشّ، وقد قلتُ في ذلك أبياتًا. فقال: قل، فإنك تنطق بلسانٍ وَدُود، وقلبٍ ناصح، فقال:
آلُ الزُّبير من الخلافةِ كالتي ... عَجِلَ النِّتاجُ بحملها فأحالها
أو كالضِّعاف من الحُمولةِ حُمِّلَتْ ... ما لا تُطيقُ فضيَّعَتْ أحمالها
قُوموا إليهم (?) لا تناموا عنهمُ ... كم للغُواة أطَلْتُمُ إمْهالها