أتُقاتلُني مع عَمرو، وتكون معه عليَّ؟ قال: نعم؛ لأنَّ عمرًا أكرمني وأهنْتَني، وأدناني وأقصيتَني وقرَّبَني وأبعدتَني، وأحسنَ إليَّ وأسأتَ إليَّ. فأمرَ بقتله، فقام عبدُ العزيز فقال: أنْشُدكَ اللهَ في خالي. فوهبه له. ثم أمر عبد الملك ببني سعيد، فحُبسوا.

وأقامَ يحيى بنُ سعيد في الحبس شهرًا، فاستشار عبد الملك الناس في قتله، فأشار أكثرُهم بقتله، وقالوا: هل تلدُ الحيَّةُ إلا حُوَيَّةً مثلَها؟ فقال عبد الله بن مسعدة الفَزاريّ: إنّ يحيى ابنُ عمِّك، وقد علمتَ ما صنعتَ بهم وما صنعوا, ولستُ أرى قتلهم، ولكن سيِّرْهم إلى [عدوِّك، فإنْ هُم قُتلوا كنتَ قد كُفيتَ أمرهم بيد غيرك، وإنْ هم سلموا ورجعوا رأيتُ فيهم رأيك.

وذُكر أن عبد الله بن يزيد القَسْري أبا خالد كان] (?) مع يحيى بن سعيد، وكَسَرَ باب المقصورة (?)، فلما قُتل عَمرو؛ ركبَ عبدُ الله ولحقَ بمصعب بن الزبير، فكان معه.

وقال عبد الملك يومًا ليحيى بن سعيد: ما أشبَهَكَ بإبليس! فقال يحيى: ولِمَ تُنكر أن يكون سيِّدُ الإنس يُشبّه بسيّد الجنّ (?)؟ .

و[قال هشام: ] دخل ولدُ عَمرو بن سعيد -وهم: أميَّة، وسعيد، وإسماعيل، ومحمد- على عبد الملك بعد ما قُتل ابنُ الزُّبير واتَّفق الجماعة على عبد الملك، فقال لهم: إنكم أهلُ بيتٍ لا تزالون ترون أن لكم على جميع قومكم فضلًا لم يجعله اللهُ لكم، وإن الذي كان بيني وبين أبيكم لم يكن حديثًا، وإنما كان قديمًا. فقال له سعيد بن عمرو: ما ينبغي أن تؤاخذنا بأمر كان في الجاهلية, لأن الإسلام قد هدمَ ذلك. وأما الذي كان بينك وبين عمرو، فعمرو ابنُ عمك، وأنت أعلم وما (?) صنعتَ، وقد وصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015