[وكانت أمُّ عَمرو عمَّةَ عبد الملك.
واختلفوا في مقتل عَمرو، فعامَّة المؤرِّخين على أنَّه قُتل سنة تسعٍ وستين، وقيل: في سنة سبعين. والله أعلم] (?).
وقد رثاه جماعةٌ، منهم يحيى بن الحكم [أخو مروان بن الحَكَم] وكان من خيار بني أميَّة حسن المحضر عند عبد الملك (?) فقال:
أعينيَّ جُودا بالدموع على عمرٍو ... عشيَّةَ تُبْتَزُّ الخلافةُ بالغَدْرِ
كأنَّ بني مروان إذْ يقتلُونهُ ... بُغاثٌ من الطير اجْتَمَعْنَ على صَقْرِ
غدرتُم بِعمرٍو يا بني خَيطِ باطلٍ (?) ... وأنتم ذَوُو قُرْبانِهِ وذَوُو صِهْرِ
لَحَا اللهُ دُنْيا تَدخلُ النارَ أهلُها ... وتَهْتِكُ ما دونَ المَحارمِ من سِتْرِ (?)
ولما قُتل عَمرو؛ أمرَ عبدُ الملك بسريره فأُبرِزَ إلى المسجد، وخرج، فجلس عليه، وسألَ عن الوليد ابنِه وقال: لئن كانوا قتلوه؛ لقد أدركُوا ثأرَهم. فقال له إبراهيم بنُ عربي (?) الكِناني: هو عندي في بيت القراطيس، قد أصابَتْه جراحة، ولا بأس عليه.
وأُتي بيحيى بن سعيد إلى عبد الملك، فأمر بقتله، فقام عبدُ العزيز [بن مروان] فقال: أتُراك قاتلًا بني أمية في يوم واحد؟ ! فأمر بحبس يحيى، فحُبس.
وجيء بعنبسة بن سعيد، فأمر بقتله، فقام عبدُ العزيز، فقال له مثلَ ذلك، فحبسَه.
وجيء بعامر بن الأسود الكلبي، فضربَه عبدُ الملك بقضيب في رأسه، وقال: