وقالوا غدًا أو بعد ذاك بليلةٍ ... فراقُ حبيبٍ لم يَبِنْ وهو بائنُ

وما كُنْتُ أخشى أن تكون مَنِيَّتي ... بكفَّيّ (?) إلَّا أنَّ ما حانَ حائنُ

[ثم جعل يلثُم تراب المَطِيّ ويقول:

وما أحببتُ أرضكُمُ ولكن ... أُقَبِّلُ إثْرَ مَنْ وَطِئ الترابا

لقد لاقَيتُ من كَلَفي بلُبْنَى ... بلاءً ما أُسِيغُ به الشَّرابا

إذا نادى المنادي باسم لُبْنى ... عَييتُ فما أُطِيقُ له جوابا] (?)

ثم كان يخرج إلى الأحياء ويُنشد الأشعار ويبكي، فقيل له: منذ كم أنت بهذا الوَجْد؟ فقال:

تَعلَّقَ روحي رُوحَها قبلَ خَلْقِنا ... ومن بعدِ ما كنَّا نِطافًا وفي المَهْدِ

فزادَكما زِدْنا فأصبحَ ناميًا ... وليس وإنْ مِتْنا بمنفصمِ (?) العهدِ

ولكنّه باقٍ على كلِّ حالةٍ (?) ... وزائرُنا دي ظُلْمةِ القبرِ واللَّحْدِ

يكاد فَضِيضُ الماء (?) يَخْدِشُ جِلْدَها ... إذا اغتَسَلَتْ بالماء من رِقَّةِ الجِلْدِ

قال الزُّبير بن بكَّار: أنشد أبو السائب المخزومي هذه الأبيات، فحلف لا يزالُ يقومُ ويقعدُ حتى يحفظها (?).

[قال هشام: ومرضَ مرضًا شديدًا فجيء بطبيب، فقال له: ما الَّذي تجدُ ممَّا تشتكي؟ فتَنَهَّدَ وتأسف وأنشد:

هل الحبُّ إلَّا زَفْرَةٌ بعد زَفْرَةٍ ... وحَرٌّ على الأحشاء ليس له بَرْدُ

وفَيضُ دموعٍ تستهلُّ إذا بدا ... لنا عَلَمٌ من أرضكم لم يكن يَبْدُو] (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015