أمرًا، ولكن أحبُّ الأمرينِ (?) إلينا أن يخطبَها أبوه، ويكون ذلك عن أمره. فأتى الحسينُ - رضي الله عنه - ذَرِيحًا وقومُه مجتمعون عنده، فقاموا إليه وعظّموه، فقال: يا ذَرِيح، أقسمتُ عليك إلَّا خطبتَ لُبنى على ابنك قيس. فقال: سمعًا وطاعة يا ابنَ رسول الله.

وقامَ، وقام معه أشرافُ قومه إلى الخُزاعي، فخطَبَها، فزوَّجَه إيَّاها، وأقامَتْ معه مدَّة، فشغلَتْه عن خدمة أبيه وأمِّه، وكان من أبرِّ الناس بأمِّه [وأبيه، فلها عنهما]، فوجدت [أمُّه] فِي نفسها، وعرض عليه أبوه وأمُّه أن يتزوَّج غيرَها، أو يتسرَّى، أو يطلِّقَها، فامتنع من ذلك وقال: الموتُ أهونُ من ذلك. فحلف أبوه (?) لا يَكُنُّه سقفُ بيت حتَّى يُطلِّقَها، فكان يلقى الحرَّ والبرد، فأقام على ذلك مدَّةً (?).

و[كان] قيس يدخل على لُبْنى فيبكيان وتقول له: [يا قيس] لا تُطع أباك فتُهلكَ نفسَك وتهلكَني، فيقول: ما كُنْتُ لأطيع فيكِ أحدًا.

وألحَّ أبوه وأمُّه وقومُه عليه وقالوا: هلك أبوك. فلم يجد بدًّا من طلاقها، فطلَّقَها، فلقيَ الحسين - رضي الله عنه - وعبدُ الله بنُ صفوان أباه، فقال له ابنُ صفوان: فرَّقتَ بينهما فرَّقَ اللهُ عظامك. وقال له الحسين - رضي الله عنه -: ويحك! أما بلغك قول عمر بن الخطاب: ما أُبالي فرَّقتُ بينهما، أو مشيتُ إليهما بالسيف.

وأرسلتْ إلى أبيها تُخبرُه بطلاقها، فأرسلَ إليها هَوْدجًا هابلًا، فحملها إليه.

فحينئذ اشتدَّ غرامه بها، وقال فيها الأشعار، فلما استقلَّ هودَجُها [تأسَّفَ وتنفَّس صُعَداء] وقال:

وإني لَمُفْنٍ دَمْعَ عينيَ بالبُكا ... حِذارَ الذي قد كان أو هو كائنُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015