وقال ابنُ جُبير: سأله سائل، فقال: ما تقول فيمن طلَّق امرأته عدد نجوم السماء؟ قال: يكفيه من ذلك كواكب الجوزاء. يعني ثلاثة (?).
[ذكر بعض واقعاته:
قد ذكرنا طرفًا منها فيما تقدَّم.
وقال المدائني: قام عَمرو بن العاص فِي موسم من مواسم العرب، فأَطْرَى معاويةَ وبني أمية، وذكر مشاهده بصفين، وكان ابنُ عبَّاس حاضرًا، فقال له: ويحك يا عَمرو! إنك بِعتَ دينك من معاوية، فأعطيتَه أكثر مما أعطاك، ولمَّا صارت مصرُ فِي يدك؛ كدَّرها عليك بالعزل، وأنا مشاهدك (?) فِي صفّين، فكنتَ فيها - واللهِ - طويل اللسان، قصير السِّنان، كُشفَتْ فيها عورتُك، وما ثقلت وطأتُك، وكنتَ آخر الخيل إذا أقبلَتْ، وأوَّلها إذا أدبرت، لك يدان، إحداهما لا تبسطها إلى خير، والأخرى لا تقبضها عن شرّ، وأنت ذو وجهين، وَجْهٌ مؤنس، ووجه مُوحش، ولعمري إنَّ مَنْ باع دينه بدنيا غيره لَحَرِيٌّ أن يطولَ ندمُه، ويحك يا عَمرو! ، فيك حقد، ولك رأي، وفيك مكر وحسد، فأصغر عيبٍ فيك أعظم عيب فِي غيرك.
وقال ابن عساكر: ] (?) قدم ابنُ عبَّاس على معاوية بعد صلحه الحسن - رضي الله عنه -؛ فِي العام الَّذي استُشهد فيه عليٌّ - عليه السلام -، فقال له معاوية: أنشدك الله، هلَّا حدَّثتني عن خليل أبيك أبي سفيان. فقال: تَجَرَ فرَبح، وأسلم فأفلح، وولدَ فأنجح، وكان فِي الشرك رأسًا حتَّى انقضى.
[وقال الحافظ: ] وتكلَّم ابن عباس يومًا فأتبعه معاوية بصره، فقال:
إذا قال لم يترك مقالًا لقائلٍ ... مُصيبٍ ولم يَطْو اللسانَ على هَجْرِ