من كان يُريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه؛ فليَدْخُلْ. فخرجتُ، فآذَنْتُهم، فدخلُوا حتَّى ملؤوا البيت والحُجْرَة، فما سالوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادَهم.
ثم قال: إخوانَكم. فخرجوا، فقال: اخْرُجْ فقل: مَنْ أراد أن يسألَ عن تفسير القرآن وتأويله؛ فليدخُلْ. فدخلوا حتَّى ملؤوا البيتَ والحُجْرَة، فما سألوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادهم.
ثم قال: إخوانَكم. فخرجوا، فقال: اخرجْ فقل: مَنْ أرادَ أن يسألَ عن الحلال والحرام والفقه؛ فليدخُلْ. فدخلوا حتَّى ملؤوا البيت والحُجْرَة، فما سألوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادهم.
ثم قال: إخوانَكم. فخرجوا، فقال: اخْرُجْ، فقُل: مَنْ أرادَ أن يسألَ عن الفرائض والوصايا ونحوها؛ فليدخُلْ. فدخلوا حتَّى ملؤوا البيت والحُجْرَة، فما سألوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادهم.
ثم قال: إخوانكم. فخرجوا، فقال: اخْرُجْ، فقل: مَنْ أراد أن يسألَ عن العربية والشِّعر وكلامِ العرب والغريب، فليدخُلْ. فدخلوا حتَّى ملؤوا البيتَ والحُجْرَة، فما سألوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادهم.
قال أبو صالح: فما رأيت لأحدٍ مثلَ هذا (?).
وقال أبو صالح: دخل عليه رجل فقال: متى يُبعثُ هذا الرجل؟ فقال: أيُّ الرجال؟ قال: عليّ بن أبي طالب. قال: حتَّى يبعثَ اللهُ خلقَه. فقال: أنتَ من هؤلاء الجُهَّال الذين ينكرون هذا. فقال: أخرِجوه (?).
وقرأ عنده قارئ: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [ال عمران: 103] وكان عنده أعرابي فقال: واللهِ ما أنقذهم منها وهو يريد أن يُعيدهم فيها. فقال ابن عبَّاس: خذُوها من غير فقيه (?).