وشِراك نعلك وظلِّ شجرة تستظل بها. إنَّ مروان أبو عشرة وأخو عشرة وعمُّ عشرة (?)، فإن بايعتُموه صرتُم عبيدًا لهم، ولكن عليكم بابن أختكم خالد (?).

وقال أهل الأردنّ وغيرهم: يا مروان، أنت شيخ كبير، وابنُ يزيد غلام، وابنُ الزّبير كهل، والحديدُ إنما يقرع بعضُه بعضًا (?). وقال الحُصين: إنّي رأيتُ في المنام قنديلًا معلَّقًا من السماء، وأنَّ مَنْ يمدُّ عنقه إلى الخلاقة تناوله. فلم ينله أحد، ومدَّ يده مروان فناله.

واجتمع رأيُهم على مروان، فقام رَوْحُ بن زِنْباع خطيبًا، فقال: أيّها الناس، إنكم تذكرون عبد الله بنَ عمر للخلافة، وإنَّه لا تنكر صحبتُه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقَدَمُه في الإِسلام، ولكنَّه رجل ضعيف، ولا يصلح لأمر أمَّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الضعيفُ.

وإنكم تذكرون ابنَ الزُّبير وابنَ حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن أسماء بنتِ أبي بكر الصدِّيق ذاتِ النطاقين، وإنه كما تذكرون في قدمه وفضله وعبادته، ولكنه ألحدَ في الحرم، وسفكَ الدماء، وخلع خليفتين؛ يزيد و [ابنَه] معاوية، وشقَّ عصا المسلمين، وليس يصلح لأمرِ أمَّةِ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - مَنْ يكون كذا.

وأمَّا مروان بنُ الحَكَم فواللهِ ما كان في الإِسلام صَدْع قطّ إلا كان مروان ممَّن يَشْعَبُ ذلك الصَّدْع (?)، وهو الذي قاتلَ عن أمير المؤمنين عثمان بن عفَّان يومَ الدَّار (?).

وكان هَوَى حسان بن مالك بن بَحْدَل مع ابن أخته خالد بن يزيد [فقال له ابن عِضاه الأشعريّ: أراك تريد هذا الأمر لخالد بن يزيد، وهو حَدَث السّنّ. فقال له حسان: إنَّه واللهِ لمعدن المُلك والرِّياسة. فقال ابن عضاه لأصحابه: قُوموا بنا إلى خالد. فجاؤوا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015