الناس منه! فدعا إلى نفسه، ورجع عن ابن الزبير ثلاثة أيام، فقال الناس: دَعَوْتَنا إلى بيعة رجل، وأخذتَ عهودنا، ثم دعوتَ إلى خلعه من غير حَدَث! وامتنعوا عليه (?).

فلما رأى ذلك عاد إلى ابن الزبير، فأفسده ذلك عند الناس وغيَّرهم عليه، ثم قال له ابنُ زياد: يا أبا أُنيس، مَنْ أرادَ ما أردتَ ما ينزل المدائن والحصون، ابْرُزْ عن دمشق، واجمع الناس، وتصفَّح الخيل. وكان ذلك خديعةً من ابن زياد.

فخرج الضحاك، فنزل المَرْج، وبقي عُبيد الله بدمشق، ومروان وبنو أمية بتدمر، [وخالد] وعَبدُ الله ابنا يزيد بالجابية مع حسان [بن مالك بن بَحْدَل] , فكتب عُبيد الله إلى مروان: ادْعُ إلى نفسك، ثم سِرْ إلى الضحاك فقد أَصْحَرْتُهُ لك (?).

فدعا مروان بني أمية، فبايعوه (?)، وتزوج أمَّ خالد بن يزيد. [وخرج عُبيد الله] (?) فنزل المرج، وكتب إلى مروان أن أَقْبِل.

وقيل: كان الناس بالجابية أهواؤهم مختلفة، فكان مالك بن هُبيرة السَّكوني يهوَى هوى أولاد يزيد، والحُصين بن نُمير يهوى أن تكون الخلافة لمروان. فقال [مالك] للحصين (?): هلمَّ فلنبايعْ هذا الغلام -يعني خالد بن يزيد- فنحن ولَدْنا أباه، وهو ابنُ أُختِنا، وقد عرفتَ أن أباه حملنا على رقاب العرب (?): فقال حُصين: لا لعَمرو الله، لا تأتينا العرب بشيخ، ونأتيها بصبيّ. فقال مالك: هذا ولمَّا تَرِد تِهامة (?)، ولا بلغَ الحِزام الطُّبْيَيْنِ (?)، واللهِ لئن استخلفتَ مروان وآل مروان لَيَحْسُدُنَّك على سَوْطك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015