وكنيةُ الحارث هذا أبو وابصة، وكان شاعرًا، وهو القائل:

مَنْ كان يسألُ عنَا أينَ منزلُنا ... فالأُقحوانةُ منَّا منزلٌ قَمَنُ (?)

إذْ نلبس العيشَ صَفْوًا ما يُكَدِّرهُ ... طَعْنُ الوُشاةِ ولا ينبو به (?) الزمنُ

وساير الحارث بن خالد عليَّ بنَ عبد الله بن عباس، فأصاب رِكابُ عليّ ساقَ الحارث، فأوجعَه، فقال الحارث: سبحان الله! ما رأيتُ أحدًا يُسايرُ الناس مثل هذا الرِّكاب. فقال عليّ: إنه عملُ قَين كان له بمكة. يُعرِّضُ بالعاص جد الحارث؛ لما أسلَمه أبو لهب قينًا بمكّة (?).

وكان الحارث أشعرَ أهلِ زمانه من قريش يحذُو حَذْوَ عمرَ بن أبي ربيعة لا يتجاوز الغزل إلى مدحٍ ولا هجاء، وهو القائل:

إنِّي وما نَحَرُوا غَداةَ مِنى ... عند الجِمار تؤودُها العُقْلُ (?)

لو بُدِّلَتْ أعلى مساكنِها ... سُفْلًا وأصبح سُفْلُها يعلُو (?)

فيظلُّ (?) يعرفُها الخبيرُ بها ... فيردُّه الإقْواءُ والمَحْلُ (?)

وقال الهيثم: أقام الحارثُ في بيته معتزلًا للناس مدة أيام ابن الزبير، فلما وليَ عبد الملك ولَّاه إيَّاها (?) بعد قتل ابن الزبير، فلما كان في سنة خمس وسبعين (?) حجَّتْ عائشةُ بنتُ طلحة بن عبيد الله، فخرجت يومًا إلى الطواف وقد أذَّنَ المؤذِّن وكان الحارثُ يصلِّي بالناس، فأرسلت إليه: قد بقي من طوافي شيء يسير لم أُتمَّه، فاصبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015