وفيها ولَّى يزيد بنُ معاوية الحارثَ بنَ خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي مكَّةَ، فقدمَها، فمنعه ابنُ الزبير من الصلاة لمَّا خلع أهلُ المدينة يزيدَ، وكان يزيد قد ولَّى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب مكَّة، فلم يعرض لابن (?) الزُّبير، فعزلَه وولَّى الحارث (?).
ذكر أخبار الحارث:
وسبب ولاية يزيد إيّاه أنَّ يزيد كان ولَّى مكةَ والمدينةَ عثمانَ بنَ أبي سفيان (?)، فلم يستقم له حال، فولَّى يحيى بن الحكم بن صفوان، فاقامَ أيامًا لم يعرض لابن (?) الزبير، وكان الحارث مقيمًا بمكّة، فكتب إلى يزيد يخبره بمداهنة يحيى ابنَ الزبير، فعزل يحيى، وولَّى الحارث، فمنعه ابنُ الزبير من الصلاة بالناس، فكان يصلي في داره بخدمه ومواليه وأهله.
والعاص بن هشام -جدُّ الحارث- قتله عليٌّ - عليه السلام - يومَ بدرٍ كافرًا، وكان أبو لهب قد قَمَرَ العاص (?) (?) واسترقَّه، وجعلَه قَينًا (?)، فأخرجه مكانَه يوم بدر، فقُتل (?).
وقال البلاذري وابن عبد البَرّ: كان العاص خال عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقتله عمر - رضي الله عنه - يومَ بدر (?).