وفَوْقي دِلاصٌ ذاتُ شَكٍّ حصينةٌ ... كأنَّ قَتِيرَيها عيونُ الجَنادبِ (?)
وإمَّا تَرَينِي قَلَّ مالي فقُلُّهُ ... لدفع خطوب جمَّةٍ ومعائبِ (?)
إذا قلَّ مالي لم أَلُذْ (?) بذوي الغنى ... ولكن أخشِّنُ الحوادثَ (?) جانبي
وإنْ بلدةٌ نأَتْ (?) عليَّ طِلابُها ... صرفتُ لأخرى رحلتي وركائبي
وإنْ مرَّ من دهرٍ عليَّ حوادثٌ ... تشيب النواصي بعد شيبِ الحواجِبِ
فلستُ إذا ما الدَّهْرُ أحدثَ نكبةً ... بأخضعَ ولَّاجٍ بيوتَ الأقارب
[ذكر المدائني أنه] وفدَ على معاوية، وكان أزرق، فقال له معاوية: يا أزرق. فقال: خير البُزَاة الزُّرْق. فقال [له]: يا أحمر. فقال: [خير] الذهب الأحمرُ (?). فقال له: ما هذه البلاغةُ فيكم يا عبد قيس؟ فقال: شيء يعتلجُ في صدورنا، فنَلْفِظُه كما يلفِظُ البحرُ الزَّبَد. قال: فما رأسُ البلاغة؟ قال: أن تقولَ ولا تُخطئ، وتعجلَ ولا تُبطئ.
ثم وصف قبيلتَه وقال: ومنَّا عبد الله بن سوار (?)، خرج في أربعة آلاف إلى ثغر السِّنْد، فلم يُوقِدْ أحدٌ في عسكره نارًا بطعام، حتى أتى البلاد. ورأى يومًا في عسكره نارًا، فقال: ما هذه النار؟ فقيل له: امرأةٌ ولدَتْ؛ اتخذوا لها خبيصًا. فأمَرَ أن يُطْعَمَ العسكر كلُّهم الخَبِيص ثلاثةَ أيام.
وأما صعصعة بن صُوحان فأبلغُ أهل زمانه.