بعثَ عبدُ الملك بنُ مروان إلى أخيها المغيرة ليُزوِّجَها منه، فلما قدم؛ نزلَ على يحيى بن الحَكَم عمِّ عبدِ الملك، فقال له: هل لك أن تُزوِّجَني زينبَ، وأُعطيَك أربعين ألفَ دينارٍ لنفسك، وعليَّ رضاها؟ قال: نعم. فزوَّجَه إياها، وأعطاه المال.
وبلغ عبدَ الملك، فاستَقْضَى أموال عمِّه، فقال عمُّه: كعكتانِ وزينبُ (?).
وكان سيِّدَ وَلَدِ عبد الرحمن أبو بكر، وأمُّه فاختة، وهو أحدُ الفقهاء السبعة الذين يُؤخذ عنهم العلم، من أهل المدينة، وكان يسمَّى الراهبَ؛ لعبادته واجتهاده وفضله.
وكان أخوه المغيرة قد زَوَّجَ الحجَّاجَ بنَ يوسف، فهجره أبو بكر، فهجره بنو عبد الرحمن كلُّهم حيثُ هجَره أبو بكر.
فأمَّا عكرمة بن عبد الرحمن؛ فوَلِيَ صدقاتِ سعد والرَّباب، وكان جَوادًا (?).
ومن ولده هشامُ بنُ عبد الله بن عكرمة من وجوه قريش، وليَ قضاء المدينة لهارون الرشيد (?).
فأما المغيرةُ بن عبد الرحمن؛ فكان جوادًا مِطْعامًا؛ كان ينحر في كل يوم جَزُورًا، وفي كل يوم جمعة جزورين؛ يُطعمُ الناس.
وكان له مالٌ بالمدينة، فكان ابن هشام بن عبد الملك يُساومُه فيه بأُلوف، وهو يأبى بيعَه، فاتَّفق أنَّ المغيرةَ خرج مع ابن هشام إلى أرض الروم في غَزاة، فأصابت الناسَ مجاعةٌ شديدة، فقال له المغيرة: المالُ الذي كنتَ تطلبُ بيعه مني قد سمحتُ لك به. فباعَه منه بعشرين ألف درهم (?)، فأطعمَ بها الناسَ.
فلما رجع ابنُ هشام من غَزاته وقد بلغ أباه الخبرُ؛ قال لابنه: قَبَّحَ اللهُ رأيَك. أما تستحي وأنت أميرُ الجيش وابنُ أمير المؤمنين تُصيبُ الناس معك مجاعةٌ؛ فلا