فقال عبد الملك: يغفرُ الله لك أبا عبد الرحمن.
ثم خرج وهو يقول:
بني أُميَّةَ إنَّ الدهرَ مُنقلِبٌ ... ما إِنْ يدومُ له نُعْمَى ولا بُوسُ
لا تَكْفُروا نِعَمًا نالتْ أوائلَكمْ ... مِنْ أوَّلينا وثَوْبُ العجزِ ملبوسُ
أيامَ قيسٌ مع الضحَّاك مُجْلِبَةٌ ... كما تَلَاطَمُ في البحر القواميسُ
وما لمروانَ إلا نحن مُعْتَصَمٌ (?) ... ومُنْقِذٌ وعيون نحوه شُوسُ (?)
لم تُغْنِ عنهم مَعَدٌّ غيرَ قولِهمُ ... غالتْ أميةَ بالشام الدَّهارِيسُ (?)
فدافَعَتْ عنه منَّا أُسْدُ مَلْحَمةٍ ... كأنَّهمْ في الوَغَى البُزْلُ القناعيسُ (?)
حتى أبادوا الذي مالتْ دعائمُهُ ... واستوسَقَتْ لكمُ الشُّمُّ القَدامِيسُ (?)
ابن عَبْس الجُهَنِيّ، من قُضاعة، وهو كان البريدَ إلى عُمر - رضي الله عنه - بفتح دمشق، خرجَ منها يومَ الجمعة وفي رِجْله خُفَّانِ، فقدمَ على عمر رضوان الله عليه يومَ الجمعة وهو على المنبر، فأخبره بفتوح دمشق (?)، فقال له عمر - رضي الله عنه -: كم عهدُك بالمسح؟ فقال: من الجمعة إلى الجمعة. فقال: هُدِيتَ لسنَّةِ نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ولما قُبِضَ [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ونَدَبَ أبو بكر - رضي الله عنه - الناسَ إلى الشام؛ خرجَ عُقبةُ، فشهدَ فُتوحَ الشام ومصرَ، واختطَّ بها دارًا (?).