وفي أيامه كان حفر الوَقَبَى التي ذكرها أبو الغُول الطُّهَويّ في الحماسة [في] قوله:

هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقَبَى بضَرْبٍ ... يُؤَلِّفُ بين أشتاتِ المَنُونِ (?)

وكان عبدُ الله بن عامر استعمل بِشْر بن حَزْن بن كهف المازنيَّ على الأحماء التي منها الوَقَبَى، فحفر هو وأخوه خُفاف (?) بن حَزْن رَكِيَّتَين: ذات القصر، والجَوْفاء، فظهر منهما ماءٌ عَذْب، فخافا أن يغلبَهما عليهما ابنُ عامر، فَدَفَنَاهما وهربا منه، وجرت خطوبٌ وحروبٌ، ونزلها بنو تميم، ثم أزاحوهم عنها، فصارت لبني مازن (?).

وفتح ابن عامر فتوحًا كثيرة.

وقال علي - رضي الله عنه - وقد انتهى إلى حَلْقةٍ بالمسجد وهم يتذاكرون صِلاتِ (?) ابن عامر، فقال علي - رضي الله عنه -. هو سيِّد فتيان قريش غيرَ مُدافَع، [وتكلمت الأنصار] فقالت (?): أَبت الطُّلقاءُ إلا عداوةً. فبلغ ذلك عثمانَ رضوان الله عليه، فقال له: قِ عرضَك ودارِ الأنصار (?)، فألسنتُهم ما قد علمتَ. فبعثَ إليهم بالصِّلات والكِساء، فأَثْنَوْا عليه.

ولما استُعتِبَ عثمانُ رضوان الله عليه من عُمَّالِه كان فيما شرطوا عليه أن يُقِرَّ ابنَ عامر على البصرة لتحبُّبِه إليهم، وصِلَتِه هذا الحيَّ من قريش.

فلما نَشِبَ (?) الناسُ في أمر عثمان - رضي الله عنه - دعا ابنُ عامرٍ مجاشِعَ بنَ مسعود، فعقد له على جيش إلى (?) عثمان رضوان الله عليه، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلادِ الحجاز؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015