خرجت خارجةٌ من أصحابه، فلقُوا رجلًا، فقالوا: ما الخبر؟ فقال: قُتل نَعْثَل (?) عدوُّ الله، وهذه خَصْلةٌ من شعره. فحمل عليه زُفر بن الحارث الكلابي -وهو يومئذٍ غلام [مع] مجاشع بنِ مسعود- فقتله، فكان أوَّلَ قتيلٍ قتل في دم عثمان - رضي الله عنه -، فرجع مجاشع إلى البصرة.

فلما رأى ذلك ابنُ عامر حَمَلَ ما في بيت المال، واستخلفَ على البصرة عبدَ الله بنَ الحضرميّ، ثم شَخَصَ إلى مكة، فَوافَى بها طلحةَ والزُّبير وعائشة - رضي الله عنها-، وهم يُريدون الشام، فأشارَ عليهم بالبصرة، وقال: إن لي بها صنائعَ وأموالًا، فساروا إليها.

فلما كان من أمر الجمل ما كان، وهُزم الناس؛ قال عبد الله بن عامر للزُّبير رضي الله عنه: أَنْشُدُكَ اللهَ في أمَّةِ محمد، فلا أُمَّةَ (?) محمد بعد اليوم.

وقُتل الزُّبير - رضي الله عنه -، وقُتل عبدُ الرحمن بنُ عبد الله بن عامر، وسار ابنُ عامر، فنزلَ دمشقَ، ولم يزل مع معاوية بالشام، ولم يُسمع له بذكر في صفِّين.

ولما بايعَ معاويةَ الحسنُ بن عليّ عليهما السلام؛ ولَّى بُسْرَ بنَ أبي أَرْطاة البصرة، ثم عزلَه، فقال له ابنُ عامر: إنَّ لي بها ودائعَ عند قوم، فإنْ لم تُولِّني إيَّاها ذهَبَتْ. فولَّاه البصرةَ، فأقامَ بها ثلاث سنين، وكان ممدوحًا (?).

وفيه يقول زياد بن الأعجم:

أخٌ لك لا تَراهُ الدهرَ إلا ... على العَلَّات بَسَّامًا جَوادا

أخٌ لك ما مَودَّتُهُ بِمَذْقٍ ... إذا ما عادَ فَقْرُ أخيهِ عادا

سألناهُ الجزيلَ فما تلَكَّا ... وأَعْطَى فوقَ مُنْيَتِنا وزادا

وأَحْسنَ ثمَّ أَحْسنَ ثمَّ عُدْنا ... فأَحْسَنَ ثمَّ عُدْتُ له فعادا

مِرارًا ما رجعتُ إليه إلا ... تَبَسَّمَ ضاحكًا وثَنَى الوسادا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015