وقال أبو موسى لما ارتحل إلى الكوفة: يا أهل البصرة، قد أتاكم كريمُ الأمَّهات والعمَّات والخالات، فتى قريش، يقولُ فيكم بالمالِ هكذا وهكذا. يعني ابنَ عامر (?).

وكان ابنُ عامر جوادًا شجاعًا، وَصولًا حليمًا، متواضعًا عادلًا، بعث عبدَ الرحمن بنَ سَمُرَةَ بن حبيب (?)، فافتتحَ خُراسان (?) صُلحًا على أن لا يَقتلَ بها ابنَ عِرْس ولا قنفذًا؛ لمكان الأفعى بها، فإنها تأكلها (?).

ثم غزا ابنُ عامر قِلاعَ فارس، وإصطخر؛ والكاريان، ففتَحها.

وفي أيامه هلك يزدجُرد، وفتحَ إقليم طُوس، ونَيسابُور، وبُوشَنْج والطَّالقَان، وبَلْخ، وعدَّةَ أقاليم.

وأحرمَ من خُراسان، وقدمَ على عثمان رضوان الله عليه بالمدينة، ووصلَ الصحابةَ

من المهاجرين والأنصار، وحملَ إلى عليٍّ رضوان الله عليه عشرين ألفًا، وأغرق الناس بالعطاء، ثم أعاده عثمانُ - رضي الله عنه - إلى عمله (?).

ولما قفل من مَرْو إلى الحجّ استخلف على الناس الأحنف بن قيس.

وابنُ عامر أوَّلُ مَنْ لبس الخَزَّ بالبصرة؛ لبس جُبَّة دَكْناء، فقال الناس: لبسَ الأمير جلد دُبّ.

وهو أوَّلُ من اتَّخذَ الحِياض بعَرَفة، وأجرى إليها الماء، واتَّخَذَ النِّباج (?)، وأغرسَ فيها النخل، وأَنْبَطَ عيونًا تُدعى بعيون ابن عامر، وحفرَ الحفير (?)، وبنَى قصرًا قريبًا من قُباء، وحفر السُّمَينة (?)، واحتفر بالبصرة نهرين، وحفر نهرَ الأُبُلَّة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015