قال حكيم: قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ أمورًا كنتُ أَتحنَّثُ بها في الجاهلية من عِتاقة وصِلَةِ رَحِم، هل في فيها من أجر؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسلمتَ على ما سلفَ لك من خير". فقلتُ: واللهِ لا أَدَعُ شيئًا صنعتُه في الجاهلية إلا فعلتُ مثلَه في الإسلام (?).

كان حكيم سيِّدًا في الجاهلية والإسلام، جاء الإسلامُ وبيده دار النَّدوة، فباعها حكيم من معاوية بمئة ألف درهم، وقيل: بستين ألف دينار، فقال له عبد الله بن الزبير: بعتَ شرفَ قومِك ومَكْرُمَةَ قُريش. فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى، وقد اشتريتُ بها دارًا في الجنَّة، اشهدوا أَنِّي جعلتُها في سبيل الله تعالى (?).

وكان حكيم يقول: ما أصبحتُ يومًا وببابي طالب حاجة إلا علمتُ أنها من منن الله عليَّ. وما أصبحتُ يومًا وليس ببابي طالبُ حاجة إلا علمتُ أنها من المصائب التي أسألُ الله الأجرَ عليها (?).

وتوفي بالمدينة، قيل: سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ستين، وعاش مئة وعشرين سنة؛ ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام، وكان لا يشربُ من الماء كلَّ يوم إلا شَربَة.

ذكر أولاده - رضي الله عنه -:

كان له من الولد خالدُ بنُ حكيم، وبه كان يُكنى، وعبدُ الله، ويحيى، وهشام، وأم شيبة؛ أمُّهم زينبُ بنتُ العوَّام بن خُويلد بن أَسَد (?).

وخالدٌ أكبرُ ولد حكيم؛ رُويَ عنه الحديث، وكان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وله صحبة ورواية.

وكان لخالد من الولد عبدُ الله، وجُويرية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015