وأما عبدُ الله بن حكيم فقُتل يومَ الجمل، وكان حاملَ اللواء (?)، وله عقب؛ عثمان، وأمُّ شيبة؛ أمُّهما سارة بنت الضحَّاك بن سفيان (?).
أدرك ولدُ حكيم كلُّهم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسلموا يومَ الفتح.
وهشام بن حكيم كان من فُضلاء الصحابة وخيارهم، ومِمَّن يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان عمر بنُ الخطاب إذا بلغه شيء يكرهُه يقول: أمَّا ما بقيتُ أنا وهشامُ بنُ حكيم؛ فلا يكونُ ذلك (?).
وكان هشام في نفرٍ من أهل الشام يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ليس لأحدٍ عليهم إمارة، وكانوا يمشون في الأرض بالنصيحة والإصلاح، يحتسبون، وكان هشام كالسائح لم يتَّخذ أهلًا ولا ولدًا (?).
قال عروة بن الزبير: إن هشام بن حكيم رأى ناسًا من أهل الذِّمَّة قيامًا في الشمس يُعَذَّبون، فقال: ما بالُ هؤلاء؟ قالوا: من أجل الجِزْية. فدخل على عُمير بن سعد وكان على طائفة من الشام، فقال هشام: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ عذَّبَ الناسَ في الدنيا عذَّبَه الله تعالى". فقال عُمير: خَلُّوا عنهم. انفرد بإخراجه مسلم (?).
أسند حكيم [بن حزام] عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه ابنُ المسيِّب، وعُروة بن الزبير، وموسى بن طلحة، وصفوان بن مُحْرِز، ويوسف بن ماهك، وعِراك (?) بن مالك، والمطَّلب بن حنطب، ومحمد بن سِيرِين، وعطاء بن أبي رباح، في آخرين (?).
وأمُّه أمُّ حكيم، وهو من الطبقة الثانية من المهاجرين.