قال الجوهري: بَكْرَةُ البئر، بإسكان الكاف: ما يُسْتَقى عليها، وجَمعُها بَكَرٌ، بفتح الكاف. قال: والبَكْرةُ أيضًا -بإسكان الكاف- من النُّوق بمنزلة الجارية من النّساء.
والأصحُّ أنَّه تدلَّى من حصن الطائف في بَكْرة، فنُسبَ إليها.
وقال خليفة بن خياط: نافع ونُفَيع وزياد بنو سُمَيَّة، كلُّهم إخوة (?).
وقال ابن قُتيبة (?): أبو بَكْرة هو نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة، يُنْسَبُ إليه. وكان الحارث طبيبَ العرب، وكان لا يُولدُ له.
قال: وأُمُّ نُفَيع: سُمَيَّةُ من أهل زَنْدَوَرْد، من كَسْكَر (?)، وهبَها كسْرى لأبي الخير، ملكٍ من ملوك اليمن؛ كان قد وردَ العراقَ، فمرضَ أبو الخير، وعاد من العراق إلى اليمن، فنزل إلى الطائف، فداواه الحارثُ بن كَلَدَةَ، فبَرِئ، فوهبَ له سُمَيَّة.
فلما نزل أبو بَكْرَة من حصن الطائف أراد أخوه نافغ النزولَ أيضًا، فقال له الحارث: أنت ابني فأقم، فأقام، فنُسبا جميعًا إليه، فانتسبت أَزْدَةُ بنت الحارث إلى الحارث، وكانت تحت عُتبة بن غَزْوان، فلما وَلِيَ عتبةُ البصرةَ حملها معه، فخرج معها إخوتُها نُفَيْع ونافع وزياد.
فلما حَسُنَ إسلامُ أبي بَكْرة ترك الانتساب إلى الحارث. وكان يقول: أنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهلك الحارثُ فلم يقبض أبو بَكْرة ميراثَه. وكان زَوْجُ سميَّةَ يُسَمَّى مسروحًا.
قلت: وقد أشار ابن سعد إلى هذا فقال (?): حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي في حديث له رواه عن أبي بكرة أنَّه قال لابنتِه حين حَضَرَتْهُ الوفاة: اندبيني ابنَ مسروح الحبشي.