وذكر البلاذري (?) عن ابن الكلبي أنَّه قال: كانت سمَيَّةُ من أَهلِ زَنْدَورد من كَسْكَر، وكانت تُسَمَّى في أهلها مياميج (?)، بجيم، فسَرَقها الكوَّاء أبو عبد الله بن الكوَّاء اليشكُري، وسمَّاها سُمَيَّةَ، فبقيت عنده ما شاء الله، ثم سُقيَ بطنه، فخرج إلى الطائف، فأقام عند الحارث بن كَلَدَة طبيب العرب، فداواه فبَرِئ، فوهب له سُميَّة.

ويقال: إنَّها كانت أَمَةً لدُهقان الأُبُلَّة، فقَدِم الحارث الأُبُلَّةَ والدهقان مريض، فعالجه، فصحَّ، فوهبَها له، فقَدِمَ بها الطائفَ، ووقع الحارثُ عليها، فولدت غُلامًا، فسمَّاه نافِعًا، ثم وقع عليها ثانيًا فولدت له نُفَيْع بن الحارث وهو أَبو بَكْرَةَ، وكان أَسْوَدَ، فأنكره الحارث وقال: واللهِ ما هذا ابني، ولا كان في آبائي أَسْوَد. فقيل له: إنَّ جاريتك ذاتُ رِيبة لا تَمْنَعُ يَدَ لامِس. فنُسب أبو بكرة إلى مسروح غلامِ الحارث، وكان أسود.

ثم تزوَّج الحارثُ صفيةَ بنت عُبَيد بن أُسَيد بن علاج الثقفي، ومَهرَها سُمَيَّة، فزوَّجَتْها عبدًا لها روميًّا يقال له: عُبَيد، فولدت من عبيد زِيادَ بنَ أبيه، فأعتقته صفيَّةُ، وولدت صفيَّةُ من الحارثِ ابنتين: أَزْدَة وصَفِيَّة، سمَّتها أمُّها باسمِها، ويقال: بل سمَّتْها صُفَيَّة، بضمِّ الصاد.

فلما نزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الطائفَ ونزل إليه أبو بكرة وأسلم، أَعْتَقَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الحارث لنافع: أَنْتَ ولدي لا تَفْعل كما فعل العبدُ الخَبيث. فأثبت نَسَبَ نافع يومئذ (?).

وقد ذكرنا طرفًا من حديث سميَّة عند دعاءِ معاوية زيادًا.

وقال أبو نُعيم: آخى وسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبي بكرة وأبي بَرزَة الأسلمي.

وقال الهيثم: كان أبو بكرة لَمّا امتنع زياد من إقامة الشهادةِ على المغيرة قد هجوه، فلما ادَّعى معاويةُ زيادًا أكَّد هجوتَه بالأَيمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015