ثم وَليَ المُقتفي، ثم المستنجد (?)، ثم المُستضيء، ثم الناصر، ثم الظاهر، ثم المستنصر، وهو السادسُ، ولم يُخلع ولم يُقْتَلْ، وقيل: إنه سُمَّ، فهلك بسبب [ذلك] (?).
وحكى الزُّهريُّ عن أشياخه قال (?): ولَمَّا بايع أَهلُ العراق الحسنَ؛ طَفِق يقول: أَشترطُ عليكم أنكم سامعون مطيعون؛ تُسالمون مَنْ سالمتُ، وتُحاربون من حارَبْتُ.
فارتابَ الناسُ لَمَّا سمعوا منه هذا، وقالوا: ليس هذا من رجالِ الحَرْب.
ثم لم يلبث الحسنُ إلا قليلًا حتى طعنوه، فنفر منهم، وبعث إلى معاوية واتفقا على يد ابنِ عامر وسَمُرةَ على ما بيَّنَّا.
ثم خرج الحسنُ من المدائن، وسار معاوية من الشام، فالتقيا بمَسْكِن -بكسر الكاف من أَرضِ العراقِ على نهر دُجَيل قريبًا من أَوانا عند دَير الجاثَلِيق (?)، وفي هذا المكان قُتل مصعب بن الزبير، فاجتمعا به- وسلَّم الحسنُ إليه الأَمرَ، وذلك لخمسٍ بقين من ربيعِ الأَوَّلِ سنةَ إِحدى وأَربعين، ويُسمَّى عامَ الجماعة، فكانت خلافتُه ستَّة أَشهرٍ إلا أَيَّامًا.
وقال الموفَّقُ رحمه الله (?) في ترجمةِ الحسنِ بعد أَن أَثنى عليه ثناءً كثيرًا، ثم قال: لَمَّا توفي عليٌّ - رضي الله عنه -، بايع الحسنَ أَكثرُ من أَربعين أَلفًا، وكانوا أَطوعَ له وأحبَّ له منهم