فيها سلَّم الحسنُ الأمرَ إلى معاوية، ووَقَع الصُّلْحُ، وتسلَّم معاوية الكوفة والدنيا.
قلتُ: ومن العجائب أن كلَّ سادسٍ قامَ بأَمرِ المسلمين من الخُلفاءِ لا بُدَّ أن يُخْلَع أو يَهْلِك بسببٍ، فأَوَّلُ من قام بالأَمرِ محمدٌ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، ثم الحسنُ بن علي وهو السادس، فخُلع من الخلافة.
ثم ولي معاويةُ، ثم يزيد، ثم معاويةُ بنُ يزيد، ثم مروان بن الحَكَم، ثم عبد الملك بن مروان، ثم عبد الله بن الزبير، فخُلع وقُتِل.
ثم وليَ الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، ثم كان الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وهو السادسُ، فخُلع وقُتِل، ولم ينتظم لبني أُميَّة بعدُ أَمرٌ.
ثم قام بنو العباس: فأوَّلُهم السفَّاح، ثم المنصور، ثم المهدي، ثم الهادي، ثم الرشيد، ثم الأَمين، فخُلع وقُتِل، وهو السادس.
ثم وَلِيَ المأمون، ثم المعتصم، ثم الواثق، ثم المتوكِّلُ، ثم المُنتصر، ثم المُستعين، وهو السادسُ فخُلع وقُتِل.
ولا يلزم أن يتخلَّلَ بين السادسِ والسادسِ مخلوعٌ أو مقتولٌ، فإن المتوكل قُتِل.
ثم قام بعد المستعينِ المعتزُّ (?)، ثم المهتدي، ثم المعتمد، ثم المعتضد، ثم المكتفي، ثم المقتدر، وهو السادسُ، فخُلع مرَّتَين، ثم قُتل.
ثم وَليَ القاهرُ، ثم الراضي، ثم المُتَّقي، ثم المستكفي، ثم المُطيع، ثم الطائع، وهو السادس، فخَلَعَ نَفْسَه.
ثم وليَ القادر، ثم القائم، ثم المقتدي، ثم المستظهر، ثم المسترشد، ثم الراشد، وهو السادس، فخُلع وقُتِل.