وقال ابن سعد: وأمُّها الرباب بنت عبد اللَّه بن حبيب، من الخَزْرَج، وهي أختُ عبد اللَّه بن كعب شهد بدرًا، وأختُ أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب أحدِ البكَّائين لأبيهما وأمِّهما.

وتزوَّج أمَ عُمارة بنت كعب: زيدُ بن عاصم بن عمرو النّجاري، فولدت له عبدَ اللَّه وحبيبًا، صحبا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم خلف عليها غَزيّة بن عمرو بن عطيّة من بني النجار أَيضًا، فولدت له تميمًا وخولة.

وحكى ابنُ سعدٍ عن الواقدي قال: شهدت البَيعة ليلةَ العَقَبة، وبايعتْ مع القوم، وشهدت أُحدًا مع زوجها غَزيّة بن عمرو؛ لأنها تزوَّجت به أَيضًا، شهدت هي وابنَيْها، وخرجت معهم بشَنِّ في أول النهار، تُريدُ أن تَسقي الجرحى، فقاتلت يومئذٍ، وأبلت بلاءً حسنًا، وجُرِحت اثني عشر جُرحًا بين طعنةٍ برمحٍ أو ضربةٍ بسيفٍ.

قال: وقالت: لما انهزم المسلمون انحزْتُ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجعلتُ أُباشر القتال بنفسي، وأذبُّ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالسيف، وأرمي بالقوسِ حتى خَلَصَتْ إليَّ الجراحُ، وأقبل ابنُ قَميئة يُريد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فضربني هذه الضَّربة، وكان على عاتقِها ضربةٌ لها غورٌ أَجوفُ، قالت: ولقد ضربتُه ضربات، ولكن عدوَّ اللَّه كان عليه دِرعان (?).

وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لمَقَامُ نَسيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مقام فُلان وفلان، ما التفتُّ يَمينًا وشمالًا إلَّا رأيتُها تُقاتل دوني"، وجُرحت ثلاث عشرة جراحة، وضربها ابنُ قَميئة على عاتقها ضربةً فداوتها سنةً، ولما نادى منادي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى حَمْراء الأَسَد شَدَّت عليها ثيابَها، فما استطاعت من نَزْف الدَّم، فلما رجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الحمراء، ما وصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد اللَّه بن كعب يَسأل عنها، فرجع فأخبره بسلامتها فسُرَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك.

وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم أُحد: "ومَن يُطيق ما تُطيقين يَا أمَّ عُمارة"، وكانت قد قتلتْ يوم أُحد جماعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015