أحدًا يشكُّ أنَّها في ذلك الموضع.
قال: وقال الواقدي: أخبرني عبد الله بن جعفر، حدثني عبد الله بن الحسين قال: وجدتُ المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واقفًا ينتظرني بالبقيع نصفَ النهار في حرٍّ شديدٍ، فقلتُ: ما يُوقفُك يا أبا هاشم ها هنا؟ قال: أنتظرك، بلغني أن فاطمة دُفنت في هذا البيت، في دار عقيل مما يلي [دار] الجَحشيِّين، فأُحبُّ أن تَبتاعه لي بما بلغ، أُدفن فيه. فقال عبد الله: والله لأفعلن. قال: فجهد بالعقيليين أن يبيعوه فأبَوْا. قال الواقدي: وهذا الموضعُ مما يلي دار الجحشيين مستقبل خَرجة بني نبيه من بني عبد الدار بالبقيع (?).
وقال قومٌ: إن عليًا عليه السلام لما دفنها عفَّى آثار قبرها، وقيل: بقي على حاله، فلما مات ولدُها الحسن دُفن إلى جانبها. وليس في الصحابيات من اسمها فاطمة بنت محمَّد - صلى الله عليه وسلم - غيرها.
وقد روت الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخرج لها ثمانية عشر حديثًا في المسند، منها ثلاثة أحاديث في الصحيحين.
فتزوّج زينب عبد الله بن جعفر بن أبي طالبٍ، فولدت له عبد الله وعونًا، وماتت عنده.
وأَما أُم كلثوم فتزوَّجها عمر بن الخطاب فولدت له زيدًا ورُقيَّةَ، ثم قُتِل عنها، فخلف عليها بعد عمر عونُ بن جعفر فلم تَلِدْ له، ثم مات. وخلف عليها محمَّد بن جعفر فولدت له جاريةً ففارقَها، ثم خلف عليها بعده عبد الله بن جعفر فماتت عنده ولم تلد له.
فهؤلاء أولادُ فاطمة في أصحِّ الروايات. وزاد فيهم محمَّد بن إسحاق والليث بن سعد، فأما ابن إسحاق فقال: كان لها ولدٌ اسمه مُحَسِّن، وأما الليثُ فقال: كان لها رُقيةُ ماتت ولم تبلُغْ (?). وهذا ما انتهى إلينا.
* * *