وستُنبِئك ابنتُك بما لقينا بعدك، هذا ولم يَطُل العهدُ، ولم تمتد المدَّةُ، فعليكما مني السلامُ، سلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئمٍ، فإن أَنصرِفْ فلا عن مَلالةٍ، وإن أُقم فلا عن سوء ظنًّ بما وعد اللهُ الصابرين وأعدّ للمحزونِيْن (?).

وقال أحمد بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: "يا أبا الريحانتَيْنِ، عن قليلٍ يَذهبُ رُكناك، والله خليفتي عليك", قال: فلما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال علي: هذا أحدُ الرُّكنَين، فلما تُوفَّيت فاطمةُ قال: هذا الركنُ الآخر (?).

واختلفوا في المدَّة التي عاشت فيها بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أقوال:

أحدها: ستة أشهر، قال الواقدي: وهو الثبت عندنا، رواه عروةُ عن عائشة.

والثاني: ثلاثة أشهر، قاله عمرو بن دينار. والثالث: شهران وعشرة أيام، قاله أبو الزبير.

والرابع: أربعون يومًا، قاله الهيثم، والأول أصحّ. وقد فَسَّرته عائشةُ فقالت: توفي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وتُوفيت فاطمةُ ليلة الثلاثاء لثماني عشرة ليلةً خلت من رمضان، وفي روايةٍ: لثلاثٍ خلوْنَ منه (?).

واختلفوا في مَبلغ سنِّها على أقوالٍ: أحدها ثمانيةٌ وعشرون سنةً وثمانية أشهر؛ لأنها وُلدت قبل النبوة بخمس سنين. قاله الواقدي. والثاني ثلاثون سنةً. والثالث: سبع وعشرون سنة، والأوَّل أصحّ. وذكر بعضُهم أَن عمرَها ثماني عشرة سنةً وليس هذا بشيءٍ (?).

واختلفوا في موضع قبرها، فذكر ابن سعدٍ عن الواقدي أنها دُفنت في زاوية دار عَقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعةُ أذرعٍ، قال: وقال عبد الله بن جعفر: ما رأيتُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015