يقول: نعم هَوْدَجُ الظَّعائن - يعني النساء - يُحملن عليه، أو الظَّعينة (?).
واختلفوا فيمن صلى عليها على أقوالٍ:
أحدها: عليٌّ والعباس، ونزلا في حُفرتها ومعهما الفضلُ بن العباس، وكان عليٌّ الإمام.
والثاني: أن العباس كان الإِمام. ذكر هذين القولين ابنُ إسحاق.
والثالث: عليٌّ وحده، ودَفَناها ليلًا. رواه ابن سعدٍ عن الواقدي قال: سُئل ابن عباس: متى دُفنت فاطمةُ؟ فقال: ليلًا، قيل: فمَن صَلَّى عليها؟ قال: عليٌّ.
والرابع: أبو بكر، حكاه ابنُ سعد عن شَبَابة بن سَوَّارٍ بإسناده عن إبراهيم قال: صلّى أبو بكرٍ على فاطمة وكبَّر عليها أربعًا.
قال الواقدي: والثَّبت عندنا أن عليًا عليه السلام دفنها ليلًا، وصلَّى عليها ومعه العباس والفضل، ولم يُعلما بها أحدًا، ولا بايعا أبا بكرٍ إلا بعد فاطمة. وشبابة بن سوَّار ضعَّفه الحُفَّاظ (?).
وقال علماء السَّير: لما دفنها عليٌّ وقف على قبرها وبكى وقال: [من الطويل]
لكلَّ اجتماعٍ من خَليلَين فُرْقَةٌ ... وكلُّ الذي دون المماتِ قليلُ
وإن افتقادي فاطمًا بعد أحمدٍ ... دليلٌ على أن لا يدومَ خليلُ (?)
قال الهيثم: ولما دفن عليٌّ فاطمةَ أتى إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليه وقال: السلامُ عليك يا رسول الله، وعلى ابنتِك النازلةِ في جوارك، السريعةِ اللحاق بك، قلَّ تصبُّري عنها، وضَعُف تَجَلُّدي على فراقها، إلا أن لي في التأسّي بعظيم فراقك، وفادح مُصابك مَقْنَعًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد استُرْجعتِ الوديعةُ وأُخِذَتِ الرَّهينةُ،