بكر، فغَلَفَها بالحِنّاء والكَتَم (?). والأَشمطُ: الذي يَختلطُ شيبُه بشبابه، وغَلَفها: عمَّها.

وذكر ابن قتيبة في كتاب "غريب الحديث" عن قيس بن أبي حازم قال: كان أبو بكرٍ يَخرجُ إلينا وكأنَّ لِحيَتَه ضِرامُ عَرْفَج. الضِّرامُ: لَهيب النّار.

وقال الجوهريّ: العَرْفَج: شجرٌ يَنبتُ في السَّهل، الواحدةُ عَرْفَجَة، ومنه سُمِّي الرَّجل (?).

وقال الفَرَّاء: العرفجُ: نَبتٌ ضعيفٌ تُسرع النارُ فيه، ثم لا يَلْبَث يسيرًا حتى يَطفأ. ومعناه: أنه كان يَخضِبُ بالحِنَّاء والكَتَم، ويُشبعهما خِضابًا، فتشتدُّ حُمْرَتُها (?).

ذكْرُ سبب إسلامه

واختلفوا فيه على أقوالٍ:

أحدها: ذكر البَلاذري في "تاريخه" عن ابن الكلبي، عن أبي صالح أنه قال: كان أبو بكرٍ صَديقًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِر غِشيانَه في منزله، ومحادثتَه، ويَتَعرَّفُ أخبارَه، فلما دُعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنبوة أتى معه ورقةُ بن نَوفلٍ، وسمع قولَه، وكان مُتوقِّعًا للرسالة وما اختصَّه الله به من كرامته، وكان أبو بكر قد شارك حَكيم بن حِزام في بضاعةٍ، وأراد السَّفَر معه، فإنه ذاتَ يومٍ لمع حَكيم إذ أتى حكيمًا آتٍ فقال: إن عَمَّتك خديجة تَزعمُ أن زوجها نبيٌّ مثلُ موسى، فقد هَجرت الآلهة، فانسلَّ أبو بكرٍ انسلالًا حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله عن خَبره، فقصَّ عليه قصَّتَه فقال: صدقتَ بأبي أنت وأُمي، وأهلُ الصِّدقِ أنت، وأسلم، ثم أتى حكيمًا فقال له: يا أبا خالدٍ، رُدَّ عليَّ مالي، فقد وجدتُ عند محمدٍ أَربحَ من تجارتك، فأخذ مالَه ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).

وذكر المدائنيُّ بمعناه فقال: قال أبو بكرٍ: بينا أنا أُريدُ الطائفَ مع حَكيم بن حِزام وأنا في منزلي بمكة، إذ دخل عليَّ الحارثُ بن صخرٍ، ودخل حكيم بن حِزام، فقال له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015