الشَّجرِ". قال: فتقطعت وخرجنا نمشي في حر الشمس.
وفي رواية: فانجاب السحاب مثل الإكليل عن المدينة فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "للهِ دَرُّ أبي طالبٍ لو كان حيًّا لَقَرَّت عينُه، فمن يُنشِدُنا قوله؟ فقام علي - رضي الله عنه - فقال: تريد قوله (?): [من الطويل]
وأبيض يُستسقى الغَمامُ بوجههِ ... ثِمالُ اليَتامى عِصمةٌ للأَراملِ
يَلُوذُ به الأَقْيالُ مِن أَهلِ هاشمٍ ... فهم عندَه في نِعمةٍ وفَواضلِ
وهذان البيتان لأبي طالب في أبيه عبد المطلب لما استسقى فسُقي.
وفيها: وَقَفَ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أموالَه (?).
قال ابن عمر: أصاب عمر أرضًا بخيبر فاستأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها فقال: "إن شِئتَ حَبَستَ أَصلَها وتَصَدَّقت بها". فتصدق بها في الفقراء والقربى والرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضَّيف، لا جناح على مَن وَلِيها أن يأكل منها بالمعروف غير متأثِّلٍ فيها مالًا. أخرجاه في "الصحيحين" (?).
* * *
وفيها: ظاهرَ أوس بن الصامت من امرأته، واسمها خولة بنت مالك بن ثعلبة، وقيل في نسبها غير ذلك، وقيل: خويلة، وقيل: فاطمة، وقيل: جميلة. والأول أشهر (?).
قال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن تميم بن سَلَمة، عن عروة، عن عائشة، قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءَت المُجادلةُ إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في ناحية البيت لا أسمع ما تقول، فأنزل الله {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} (?) [المجادلة: 1] الآية.