وفيها: تزوج عمر بن الخطاب رضوان الله عليه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، فولدت له عاصم بن عمر فطلقها عمر - رضي الله عنه - بعد ذلك فتزوجها يزيد بن جارية (?)، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد، فهو أخو عاصم لأمه.
* * *
وفيها: أجدبت الأرض فاستسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).
قال أنس بن مالك: أصابت الناسَ سَنةٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة إذ قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وما في السماء قَزَعةٌ، فثار سحابٌ أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحادر على لحيته، قال: فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره، فقال: يا رسول الله، غرق المال وتهدم البناء، ادع الله لنا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال: "اللَّهمَّ حَوَالينَا ولا عَلينا" قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجَوْبةِ، حتى سال وادي قناة شهرًا، ولم يجئ أحد من ناحيةٍ إلّا حدّث بالجَوْدِ. أخرجاه في "الصحيحين" (?).
وقد رواه الهيثم بن عدي، وفيه أن الأعرابي أنشد: [من الطويل]
أتيناك والعذراء يَدمى لبانُها ... وقد شُغِلَتْ أُمُّ الرّضيع عن الطِّفْلِ
وليس لنا إلا إليك فِرارُنا ... وليس فِرار الناس إلّا إلى الرُّسلِ
فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه إلى السماء وقال: "اللَّهمَّ اسْقِنا غَيثًا مُغِيثًا، عامًّا طَبَقًا سحًّا" فنشأت سحابةٌ من وراء سَلْعٍ مثلُ التُّرس ثم انتشرت وأمطرت سبعًا، فشكى الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللَّهمَّ على الآكَامِ والظِّرابِ والجبالِ والأوديةِ ومنابتِ