أَبِي وعمِّي وأَخي وبِكْري
شفيتَ وحشيُّ غليلَ صدري
شفيتَ قلبي وقضيت نَذْري
وبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قولُها، فقال: "إن الله حرَّمَ لحمَ حَمزةَ على النار" (?).
قال ابن إسحاق: وهذه شديدةٌ على هند المسكينة (?).
ولما فقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزةَ - رضي الله عنه -، قال للحارث بن الصمة الأنصاري: "ألا تعلمُ لي عِلْمَ عمي". فطاف فوجده بين القتلى، فكره أن يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسهل بن حُنَيف: "ألا تعلم لي عِلْمَ عمي"، ثم قال لعمار بن ياسر كذلك، فأخبره بقتله فبكى (?).
ولمّا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما نزل بأصحابه من جَدْع الأنوف والآذان، وقطع المذاكير، قال: "لئن أَدالنَا الله عليهم لنُمَثِّلنَّ بهم مُثْلَةً لم يمثِّلْها أحد من العرب قط" (?).
وقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبوه، ثم قال: أفي القومِ ابنُ أبي قُحافةَ؟ قالها ثلاثًا، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ قالها ثلاثًا، فرجع إلى أصحابه وقال: أما هؤلاء فقد قُتِلوا، فما ملك عمر بن الخطاب نفسه، فقال: كذبتَ يا عدو الله، إن الذين عددتَ لأحياءٌ كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك. فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر، والحرب سِجال، إنكم ستجدون في القوم مثْلَةً لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اُعْلُ هُبَل، اُعل هُبَل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تُجيبُوهُ؟ " قالوا: وما نقول؟ قال: "قُولوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلّ". فقال: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا تُجيبُوهُ؟ " قالوا: وما نقول؟ قال: "قولوا: الله